من صفات الشعب السعودي حبه لفعل الخير ومساعدة المحتاجين، وهذه الصفة كما ساهمت في سد حاجات المعوزين وإنهاء معاناتهم، إلا أنها فتحت باباً للمستغلين والمحتالين، وتجارة رابحة يتبارون فيها بابتكار أساليب النصب والاحتيال. أروي هنا قصة حصلت لي مع أحدهم، أرسل رسالة خاصة شرح وضعه المادي السيئ، وعدم قدرته على إيجاد عمل يعتاش منه، ومعاناة أمه المريضة التي لا تستطيع عمل غسيل كلى دوري لأنهم غير سعوديين. وليس لديه المال الكافي للغسيل في المراكز الخاصة. ولأن صاحب الرسالة من «مكة» هاتفت الصديق الدكتور فواز سعد بصفته من أهل مكة فاستطاع إيجاد وظيفة له، واتصلت بجمعية البر في مكة فذكروا أن خدمات غسيل الكلى توفر للجميع من مواطنين ومقيمين، ورحبوا بمراجعته لهم. بعد إبلاغ صاحب الرسالة اعتذر عن الوظيفة لأنها بعيدة، وتعذر بأن الجمعية سيماطلون في قبوله. فهمت بعدها أنه كان فقط يريد مالاً. عشرات التغريدات والتبريرات يحملها تويتر يومياً لمحتاجين، وبعض الوجهاء والأغنياء تأتيهم تعقيبات يومية تتوسل وتتسول بتسديد ديون أو فواتير وخلافها. لا أرغب بتعميم صفة الاحتيال عليها، ولكن أي حالة تحتاج لدراسة متأنية لمعرفة حقيقتها، وأفضل من يقوم بهذه المهمة الجمعيات الخيرية، ولذلك أقسو عليهم دائماً بضرورة الاستيقاظ وكسب ثقة الناس حتى تنتفي الحاجة للتجاوب مع أي حالة خارجها. فتنتهي بذلك ظاهرة التسول في الشارع وفي وسائل التواصل.