جاستن ترودو هو رئيس الوزراء الكندي الحالي، وهو الشاب الذي حين أعطى وعوداً في الانتخابات الماضية بدأ بإنجازها، وسر النجاح الذي يحققه والدعم الذي يلقاه من الكنديين يكمن في فاعلية برنامجه الانتخابي والقائمين عليه أيضاً بعد أن أنتج حكومته 15:15، وهي كناية عن المناصفة في تكوين المجتمع 15 وزيرة و15 وزيراً، التي تشبه كنداً في تكوينتها وتنوعها من مختلف الأعراق. في رمضان المنصرم شارك رئيس الوزراء الكندي في إفطار نواب ووزراء كنديين مسلمين هو وفريق حكومته، الذي من بين تشكيلته فتاة مسلمة أتت إلى كندا لاجئة من أفغانستان هي وعائلتها، لم ينتهِ عند هذا الحد، بل هناك من اتخذ من شعيرة رمضان برنامجاً لحملة خيرية، وهو النائب مارك هولاند الذي تحدَّث في بيت العموم الكندي عن هذه الشعيرة وهي صيام رمضان، التي تبدأ من الفجر وحتى مغيب الشمس، فأعطى حملته عنوان (give 30) (عطاء 30)، والهدف هو تجميع المبلغ الذي يُصرف في وجبة الإفطار والغداء خلال 30 يوماً، وهي عدد أيام شهر رمضان، علماً بأن الصيام في كندا يتجاوز 17 ساعة، ويتم دفعها لبنك المحتاجين، والحملة لاقت رواجاً واستحساناً من الجمهور الكندي الذي تبنَّاها، وحصدت ما يقارب مليوناً و200 مشاهدة لكلمته، و30 ألف مشاركة وإعجاب بالفكرة، الجدير بالذكر هو كيف أحسن مارك هولاند في شرح شعيرة للمسلمين وهو غير مسلم؟! وأن الصيام ليس هو تجويع للإنسان وإنما هو للإحساس بالفقير ومد يد العون له! لم يكتفِ فريق جاستن عند هذا الحد، في محاولة لرفع التمييز عن المسلمين، فبعد حادثة منع البوركيني (لباس السباحة المخصص للمرأة المحجبة) في بعض شواطئ فرنسا، كان رده على ذلك الأمر جلياً بالفعل، حيث سمح بارتداء الحجاب للنساء المسلمات اللاتي يلتحقن بحقل الشرطة والأمن، الفعل الذي يجعل تعريف احترام الحريات الدينية والعرقية بخير، وأتبعها وزير الأمن الكندي باستخدام لفظ داعش دون مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام، كون داعش لا يمثل الإسلام، اختلاف الأشخاص والمناصب لا يحيدهم عن تحقيق هدف الحكومة وهو الحفاظ على التنوع والإنسانية والحقوق والحريات التي انتهجها الحزب الحاكم في كندا كفريق واحد، وهنا تظهر أهمية الاختيار. فاصلة الختام اختيار فريق العمل هو مسؤولية كل مسؤول أينما وُجد، في وزارة أو شركة أو مستشفى وفي كل القطاعات، وليس مسؤولية الحظ والقدر، لا نكتفي بالدعاء أن يحسِّن الله البطانة، بل نسعى لأن نوجد هذه البطانة، لا أن نتقاسم الطبخة من تحت الطاولة، وذلك لنحقق أهداف كل وزارة أو منشأة وغيرها، وإلا جاستن وفريقه حيتعبنا أكثر.