أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا استعادتها أحد آخر أحياء وسط سرت من مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما وقعت اشتباكاتٌ قرب بنغازي. وأفاد متحدثٌ باسم القوات، ويُدعى رضا عيسى، أن معارك اندلعت أمس في سرت، وقادت بنجاح إلى استعادة الحي رقم 2 بالتعاون مع وحدة دبابات لمواجهة قناصة «داعش». وهذا الحي كان واحداً من ثلاثة جيوب تبقَّت للتنظيم الإرهابي الذي لايزال موجوداً في الحيين رقمَي 1 و3. وأوضح المتحدث «الحي 2 بات بالكامل تحت سيطرة القوات» التابعة لحكومة الوفاق التي تحظى باعتراف دولي، وتتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها. ووفقاً له؛ بدأ التوغل بالمدرعات في الحي رقم 1 مع إبطال محاولة لتفجير سيارة مفخخة. وتشن هذه القوات، المعتمدة على دبابات ومدرعات وغطاء مدفعي وجوي، حملةً منذ ثلاثة أشهر لطرد التنظيم الإرهابي من المدينة الساحلية. وأسفرت الحملة المدعومة بضربات جوية أمريكية عن السيطرة بالفعل على أغلب مساحات المدينة، ما يعني خسارة التنظيم الإرهابي معقله في شمال إفريقيا. ومنذ الأول من أغسطس الجاري، بدأت الضربات الجوية الأمريكية، واستهدفت مركبات ومواقع أسلحة وميادين معارك. وأعلنت القيادة الأمريكية في إفريقيا شنَّها إجمالاً 48 ضربةً جويةً في ليبيا منذ الأربعاء الماضي. وتتشكل قوات حكومة الوفاق في الأساس من كتائب من مدينة مصراتة. وبعد تحرير مواقع رئيسة جنوب وسط سرت الأسبوع الماضي؛ انتقل القتال إلى الحي رقم 2. وأفاد المتحدث باسم مستشفى مصراتة المركزي، أكرم جليوان، بدء وصول بعض الجرحى جرَّاء القتال، لكن لم تتضح بعد أعداد القتلى والمصابين. واحتل «داعش» سرت العام الماضي، وحوَّلها إلى قاعدةٍ للمقاتلين المتطرفين الليبيين والأجانب تطلُّ على البحر المتوسط. لكن التنظيم واجه صعوبات في توسيع نطاق تأييده، أو سيطرته على الأراضي، وسيكون طرده من سرت بمنزلة انتكاسة كبيرة له، علماً أنه يتعرض بالفعل إلى خسائر في سوريا والعراق. على صعيد آخر؛ أعلنت القوات الموالية لحكومةٍ ليبيةٍ غيرِ معترفٍ بها مقتل عشرة من عناصرها وإصابة 34 آخرين إثر اشتباكاتٍ قرب بنغازي مع قوات «مجلس شورى ثوار بنغازي». وذكر مسؤولٌ في الكتيبة 302، التابعة للقوات التي يقودها الفريق أول خليفة حفتر، أن المعارك التي دارت الإثنين في حي القوارشة «البعيد ب 10 كيلومترات عن وسط بنغازي» أسفرت عن «فقدِنا عشرة جنود»، مضيفاً «ولدينا 34 جريحاً». ويعدُّ القوارشة المدخل الغربي لكبرى مدن الشرق الليبي. واستدرك المسؤول في الكتيبة «في أعقاب هذه المعارك؛ تمكنت قوات الجيش من السيطرة على نقاط جديدة في شارع الشجر» الذي يعتبر الطريق الرئيسي بين بوابة القوارشة والأحياء السكنية الواقعة شرقاً، وهما منطقتان سيطرت عليهما القوات التي يقودها حفتر. في المقابل؛ لم يعلن «مجلس شورى ثوار بنغازي» حصيلة المعارك. وشهد حي القوارشة أوائل عام 2013 ظهور «جماعة أنصار الشريعة»، وجماعات متطرفة أخرى بينها تنظيم «داعش» الإرهابي. ويضم «مجلس شورى ثوار بنغازي» خليطاً من الجماعات بينها «أنصار الشريعة» القريبة من تنظيم القاعدة الإرهابي. وتشهد بنغازي منذ أكثر من عامين معارك يومية بين القوات التي يقودها حفتر وجماعات مسلحة معارِضة لها. وخلال الأشهر الماضية؛ استعادت القوات التي يقودها حفتر السيطرة على مناطق واسعة في المدينة، كانت خاضعةً للجماعات المناهضة لها، لكنها لم تتمكن بعد من السيطرة على كامل المدينة. وهذه القوات تتبع حكومةً في الشرق لا تحظى باعتراف دولي لكنها مدعومةٌ من برلمانٍ منتخَبٍ معترفٍ به دولياً، ولا تعترف بشرعية حكومة الوفاق الوطني المدعومة أممياً.