تعهد قائد القوات الليبية الموالية للحكومة المعترف بها دوليًا خليفة بلقاسم حفتر بالسيطرة خلال فترة شهر على مدينة بنغازي في شرق البلاد التي تشهد منذ أشهر مواجهات مع جماعات مسلحة بينها تنظيمات متطرفة، فيما تحشد قوات من الكتيبة 166 مشاة التابعة لرئاسة الأركان وقوات من عملية الشروق في قاعدة القرضابية الجوية جنوب شرق سرت، وتستعد للهجوم من ثلاثة محاور بعد وصول دعم عسكري لها. وقال حفتر في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مقر عسكري في منطقة المرج على بعد نحو 100 كلم شمال شرق مدينة بنغازي «نحو ألف كم شرق طرابلس» مساء الإثنين «سننتهي في فترة بسيطة من قضية تواجد هذا العدو في هذه المنطقة بأكملها، وسقوط هؤلاء الإرهابيين قريب». وأضاف حفتر الذي أدى اليمين الأسبوع الماضي قائدًا عامًا للجيش الليبي بعد أن منحه البرلمان المعترف به دوليًا رتبة إضافية ورقاه إلى فريق أول «ستنتهي العمليات في مدينة بنغازي قبل منتصف الشهر المقبل». وتخوض القوات التي يقودها حفتر منذ أكتوبر الماضي معارك يومية مع مجموعات مسلحة بينها جماعات متشددة بهدف السيطرة الكاملة على بنغازي، بعدما سقطت الأجزاء الكبرى من المدينة في أيدي هذه الجماعات في تموز/ يوليو 2014. ومن بين هذه الجماعات تنظيم داعش المتطرف الذي غالبًا ما يعلن عن عمليات له ضد القوات التي يقودها حفتر في بنغازي. وتشكل المعارك في بنغازي أحد فصول «عملية الكرامة» العسكرية التي يقودها حفتر منذ آيار/ مايو 2014، والتي قال: إن هدفها تخليص البلاد من نفوذ الجماعات المسلحة في خطوة رأت فيها الحكومة المعترف بها دوليًا إنقلابًا في البداية قبل أن تتبناها. عملية الكرامة وقال حفتر لفرانس برس: إن «عملية الكرامة» جاءت استجابة للنداءات الشعبية المتكررة بعودة الجيش الليبي ومن ثم التصدي للإرهاب وأعوانه وداعميه، داعيًا دول العالم إلى الوقوف مع الجيش الليبي. وتعصف بليبيا أزمة سياسية عنوانها الصراع على الشرعية والسلطة منذ إسقاط نظام معمر القذافي في العام 2011. وفي ليبيا حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في طبرق في شرق البلاد، ويلقيان مساندة عسكرية من قوات حفتر، وحكومة وبرلمان مناهضين يسيطران على العاصمة بمساندة خليط من الجماعات المسلحة بعضها إسلامية تعمل تحت اسم جامع لها هو «فجر ليبيا». ويعقد طرفا الأزمة السياسية محادثات برعاية الأممالمتحدة بهدف التوصل إلى حل للصراع، لكن السلطات الحاكمة في طرابلس تؤكد أن لا حل بوجود حفتر في المشهد الليبي. وقال رئيس «حكومة الإنقاذ الوطني» في طرابلس عمر الحاسي في مقابلة مع فرانس برس الأسبوع الماضي: «إن الحل يتطلب إخراجه من المشهد»، معتبرًا أن «حفتر كبر حجم الجماعات المتطرفة ووحدها». وحفتر شارك في الانقلاب الذي قاده معمر القذافي في 1969 قبل أن ينشق عنه في نهاية الثمانينيات ويغادر إلى الولاياتالمتحدة، وعاد ليرأس القوات البرية للجيش إبان ثورة 17 شباط/ فبراير 2011. وبعدها أحاله المؤتمر الوطني العام وهو البرلمان المنتهية ولايته في طرابلس إلى التقاعد مع عدد من الضباط الكبار، لكن البرلمان المعترف به دوليًا في طبرق أعاده إلى الخدمة العسكرية مع 129 ضابطًا آخر مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي. حشود قرب سرت ميدانيًا تحتشد قوات تابعة لرئاسة الأركان المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام استعدادًا للهجوم على وسط مدينة سرت شرق طرابلس، واستعادة السيطرة على مواقع يتحصن بها مسلحون من تنظيم داعش، وفي ظل هذه الأجواء نزحت عشرات العائلات هربًا من المعارك المرتقبة. وتم حشد قوات من الكتيبة 166 مشاة التابعة لرئاسة الأركان وقوات من عملية الشروق في قاعدة القرضابية الجوية جنوب شرقي سرت، وتستعد للهجوم من ثلاثة محاور بعد وصول دعم عسكري لها. فرار وفي السياق، نقلت رويترز عن شهود قولهم: إن عشرات العائلات فرت من مدينة سرت، واتجهت غربًا على امتداد الساحل باتجاه مصراتة، وقال أحد السكان المغادرين: إن عناصر تنظيم داعش أبلغوهم أنه من المرجح اندلاع معارك في الأيام القليلة القادمة، وأوضح أن إمدادات الوقود تتقلص في سرت، في حين أغلقت أغلب المتاجر.