يعدّ المنسف من أشهر الأكلات الشعبية في شمال المملكة، ويكثر الطلب عليه في فصل الشتاء، لأنه يتكون من العناصر الغذائية التي تمد الجسم بالطاقة والدفء في فصل الشتاء، وهي أكلة شعبية مصدرها المملكة الأردنية، ولكن لقرب المسافة أصبحت حاضرة بشكل كبير على موائد سكان تبوك. والتقت «الشرق» في أحد المطاعم المخصصة للمنسف في تبوك المواطن عبدالله العطوي، وحين سألناه عن سبب مجيئه لهذا المطعم، أخبرنا أنه لم يكن يعلم عن الأكلة إلا بالصدفة حين دعاه أحد الأصدقاء إلى وليمة، وتفاجأ بطعمها وأصبحت أفضلها عنده من المندي، لاحتوائها على عناصر غذائية مفيدة للجسم. كما قال عصام العنزي «المنسف قريب جداً من عاداتنا وتقاليدنا، فتشعر عند تذوقه أنه يشبه طبخ البيت. وعلى حسب علمي، إنه لا يحتوي على مواد دهنية بعكس المندي وغيره». وسرد الشيف حسام العتوم تاريخ المنسف وطريقة تحضيره، قائلاً «المنسف أكلة بدوية لدى أهل الشام والعراق، وهي أكلة شعبية تتكون من الجميد والأرز وخبز الشراك»، وأكمل «لم تكن هناك ثلاجات في السابق لحفظ اللبن، فكان الناس يصنعون الجميد ويوضع الملح عليه لحفظه، فيمكث ما يقارب السنة، بعد ذلك يتم طبخ اللحم، ووضع الجميد فوقه»، موضحاً أن الأرز الأفضل للمنسف هو الرز المصري؛ كونه يتشرب نكهته، وبعد الانتهاء من الطبخ يتم وضع السمن «الكركي»، بعد ذلك يضاف خبز الشراك على الصحن، مشدداً بأنه لا يمكن وضع اللبن بدلاً من الجميد؛ ما يسبب اختلافاً في الطعم، لأن الجميد تركيزه عالٍ جداً، لأن المتذوق للمنسف يجد في طعم اللبن اختلافاً، والبعض الآخر لا يجد هناك فرقاً في الطعم، بعد الانتهاء من تحضير الأكلة، يتم وضعها في الصحن، ويوضع عليه الصنوبر المحمص، والزبيب، وبعض من البقدونس، لتزيين الصحن. معرجاً أن للمنسف فوائد، لاحتوائه على المواد الغذائية المفيدة للجسم، والكربوهيدرات في الرز، والبروتينات في اللحم، أما الألياف والفيتامينات ففي الخبز، مؤكداً أن أغلب سكان تبوك يفضلونها في فصل الشتاء.