استأثرت قرية تبوك التراثية في الجنادرية بنصيب وافر من زوار المهرجان؛ ذلك أن منطقة تبوك تزخر بالكثير من الآثار القديمة، كما تحوي الكثير من الموروث الشعبي الذي لا يزال أبناء المنطقة يحيونه ويفخرون به من عادات وتقاليد وفلكلور ومأكولات شعبية. وتقع تبوك شمال غربي السعودية، وتبعد 700 كلم تقريبا شمال المدينةالمنورة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 700 ألف نسمة، وقد كانت تسمى (تابو) ما يقارب 500 سنة قبل الميلاد. ويوجد أيضا في تبوك جبل اللوز المشهور ببياضه الناصع في فصل الشتاء بسبب الثلوج، وهي من أهم المدن الزراعية في السعودية. وقد صنعت المرأة في تبوك مما جادت به أرض المنطقة ومواشيها من خيرات بعض المأكولات التي تغذي وتسد الرمق من دون إسراف ولا ترف، مع الحفاظ على ما يميز أبناء الجزيرة العربية من عادات في إكرام الضيف. وعلى الرغم من تعدد ما يوجد في تبوك من مأكولات شعبية إلا أن أهم ما يميزها عن بقية مناطق السعودية من مأكولات هو المنسف، الذي يتكون من اللحم والرز وخبز الشراك، ويطبخ اللحم باللبن الجميد (صنف من أصناف الإقط) ثم يغمس الشراك (خبز رقيق) بالسائل الناتج من إذابة الجميد، ويفرد في قاع الصحن ويغطى بالرز وفوقه اللحم، ثم يسكب عليه مرق الجميد. وتتميز تبوك أيضا بفتة المقادم، وهي عبارة عن مقادم (سيقان الخروف) وخبز البر. وتدعك المقادم بالملح الخشن والطحين وتنظف ثم تسلق في ماء ساخن على النار ثم يتم تغيير الماء ويعاد مرة أخرى بماء نظيف مع إضافة فص مستكه وحبة بصل ويغطى القدر بإحكام، ويترك 45 دقيقة، ثم يقطع الخبز بشكل متساو ويرص طبقات في طبق ويسقى العيش بمرقة المقادم التي تم تصفيتها ثم ترص المقادم، والبعض يضع الزبادي والثوم والطحينية. وتشتهر تبوك ببعض أصناف الحلويات مثل الزلابية، ويتم إعداد الزلابية بكمية مناسبة من السكر والدقيق إضافة إلى كمية قليلة من العسل أو القطر وكمية تعادلها من خميرة الخبز وكمية مناسبة من السمن وقليل من البيض، إضافة إلى الملح والكركم، وتوضع على النار قليلا ثم تُترك لتبرد ثم تسكب في أكواب. أما العجمية فتصنع من السمن والدقيق، ويتم وضعهما على النار حتى يتغير لونهما ثم يوضع السكر مع الماء عليهما ويتم تحريكها وخلطها حتى تصبح كمية واحدة ويضاف إليها الهيل والسمسم.