انتخب مجلس خبراء القيادة في طهران أمس المحافظ المتشدد أحمد جنتي (90 عاما) رئيسا له، بحسب ما أعلن التليفزيون الرسمي الإيراني. ويضم مجلس خبراء القيادة، الهيئة الواسعة النفوذ في النظام الإيراني، رجال دين مكلفين تعيين المرشد الأعلى والإشراف على عمله وصولاً إلى إقالته. وقد يلعب هذا المجلس الذي انتخب بالاقتراع العام في 26 فبراير، دوراً أساسياً نظراً إلى سن المرشد الأعلى الحالي علي خامنئي (76 عاما). وحصل جنتي على أصوات 51 من أعضاء المجلس ال 88 الذين صوتوا، فيما حصل كل من إبراهيم أميني ومحمود هاشمي شهرودي على 21 و13 صوتاً على التوالي. عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى أفشار قال ل «الشرق» تعليقا على تعيين جنتي رئيساً لمجلس الخبراء، إن جنتي يعد أكثر الملالي المحسوبين على زمرة خامنئي تطرفاً وشراسة. وتم تخطيط وهندسة تعيينه من قبل خامنئي شخصياً بعد أن أجبر عدداً كبيراً من أعضاء مجلس الخبراء على القبول بهذا التعيين إما بالإغراء أو التهديد. وأضاف أفشار أن هذا التعيين يثبت بأنه لا معنى للحديث عن الاعتدال أو الإصلاحات ولا الانتخابات في نظام ولاية الفقيه إطلاقا وأن الحل الوحيد لهذا النظام العائد إلى العصور الوسطى هو الإطاحة به من جذوره. وقال أفشار إن تعيين جنتي الذي يبلغ ال 90 عاماً وهو يشغل منصب رئيس «مجلس صيانة الدستور» وفي الوقت نفسه يرأس «مجلس الخبراء» إنما يعكس المأزق الذي يعيش النظام والولي الفقيه حيث باتت دائرة التعيينات والأشخاص الموثوقين بهم تضيق أكثر فأكثر. وجنتي يرأس مجلس صيانة الدستور منذ ربع قرن وأقدم على شطب المرشحين في جميع المسرحيات الانتخابية التي نفذتها سلطات الملالي. وخلال انتخابات اختيار أعضاء مجلس الخبراء في شهر مارس الماضي كان جنتي الشخص الأخير لقائمة المرشحين الذي استطاع أن يدخل المجلس من عاصمة طهران. وهذا ما يشير بوضوح إلى أن صورة خامنئي والمقربين منه باتت منبوذة حتى بين الأوساط الداخلية لنظام الملالي نفسه.