تناولت عديد من الوسائل الإعلامية أمس خبر تدهور صحة الزعيم الإيراني علي خامنئي ونشرت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية السبت نقلا عن مصادر استخباراتية غربية أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي مصاب بسرطان البروستاتا، وتطور المرض إلى المرحلة الرابعة، مما يعني أنه انتشر في جميع أنحاء جسده. عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى أفشار قال ل «الشرق»: إن المعارضة لا تستطيع أن تنفي أو تؤكد ما نقلته «لوفيجارو» الفرنسية لكن المؤكد الآن أن الوضع الصحي لخامنئي مثار الحديث ونحن نتابع ذلك. وأوضح أفشار أن الأهمية ليست مسألة حياة أو موت خامنئي، فهناك أزمة خانقة يعيشها النظام في قمة السلطة، وذلك بسبب الملف النووي، والأزمة أزمة موقع الولي الفقيه الذي أصبح في خطر. وأضاف أن عدم إمكانية حسم الموقف في التخلي أو عدم التخلي عن المشروع النووي العسكري، أحدث شرخا كبيراً بين موقع الولي الفقيه وبين الرئيس روحاني وهاشمي رفسنجاني (وكلاهما يشكلان كتلة مهمة في قمة السلطة) ويدعوان إلى التصالح مع الغرب والاتفاق حول الملف النووي. وهذا سيكون على حساب موقع الولي الفقيه الذي يدعو إلى هيمنة إيران على المنطقة والنووي جزء من هذه السياسة التوسعية. وأكد أن التخلي عن المشروع النووي العسكري، يفقد نظام الولي الفقيه، المناعة ويعرضه لضغوط من مناطق النفوذ في سورياوالعراق واليمن. وقال المعارض الإيراني إن النظام الإيراني يواجه أزمة مع الغرب ومستقبل خامنئي مطروح كخيار سياسي قبل أن يكون حياة أو موت شخص، وإذا لم يستطع الولي الفقيه حسم موقفه حول المشروع النووي العسكري، فسيضعه في موقف المواجهة مع الغرب، وأضاف أفشار أن مشكلة النظام أنه لا يستطيع أن يقبل بالتنازلات لأن ذلك سيؤدي إلى حرمانه من الوصول إلى القنلبة الذرية. وأكد أفشار أن المعضلة التي يواجهها نظام خامنئي هو وجود 17 مرجعا دينيا في «قم». اثنان منهم يؤيدون خامنئي وسياساته، بينما الخمسة عشر الآخرون فيتراوح موقفهم بين الرفض أو الصمت. وقال أفشار إن خامنئي وضع آية الله هاشمي شهرودي على رأس السلطة القضائية في إيران تمهيدا لخلافته، وهو رجل دين من أصل عراقي يرأس حاليا مجلس الخبراء، وهو أحد مؤسسي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق التي يرأسها عمار الحكيم الآن. وأوضح أفشار أن شهرودي مرفوض تماما من قبل مراكز القوى داخل السلطة بسبب أصله العراقي. وأضاف المعارض الإيراني أن كل الاحتمالات ستكون مفتوحة في حال وفاة علي خامنئي، مشيرا إلى أن هاشمي رفسنجاني يتحدث منذ أسبوع عن ما يسمى (مجلس القيادة) بدلا من الولي الفقيه، وهذا أيضا ما يؤشر على تدهور صحة خامنئي. ورفسنجاني يقول إن هذه الفكرة كانت موجودة بعد وفاة الخميني، إلا أنها وبسبب ظروف البلاد آنذاك فقد استبعدت فكرة (مجلس القيادة) واتخذ القرار لصالح الولي الفقيه آنذاك وومع ذلك يقول رفسنجاني إن الفكرة لاتزال قائمة. وأكد أفشار أن رفسنجاني هو الرجل الأقوى بعد خامنئي، والآخرون على مسافة بعيدة من هذا الموقع وهو من يقف خلف الرئيس حسن روحاني وأنه سيكون عضوا في مجلس القيادة وهذا ما يطمح إليه. ونوه المعارض الإيراني أن الرئيس روحاني يمثل التيار المحافظ وليس معتدلا، والسلطات روجت لذلك ووسائل الإعلام تابعت ذلك، وقال إن روحاني هو رجل أمن بامتياز وبقي أمينا على المجلس الأعلى القومي الإيراني لمدة 16 عاما. وحول مؤسسة الحرس الثوري الإيراني ودورها في تحديد خلافة خامنئي قال أفشار: إن الحرس الثوري لن يكون له دور في ذلك، وهو مؤسسة قوية في ظل وجود موقع الولي الفقيه وخامنئي بالذات، وفي حال وفاة خامنئي فإن التصدعات ستصيب هذه المؤسسة، وأشار إلى أن هذه التصدعات ظهرت أثناء الانتخابات الرئاسية التي أوصلت روحاني إلى سدة السلطة. والحرس الثوري ينقسم إلى ثلاثة تيارات.