أعلن وزيرٌ تركي وصول الاتفاق المزمع بين بلاده والاتحاد الأوروبي بشأن الإعفاء من تأشيرات الدخول إلى «طريق مسدود»، داعياً المفوضية الأوروبية إلى «إيجاد معادلة جديدة لحلِّ المشكلة». وأبدى فولكان بوزقر، وهو وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، عدم تفاؤله بنتائج المحادثات «التي أجريناها في بروكسل» أمس. وأبلغ الصحفيين في العاصمة البلجيكية بقوله «من الضروري أن تجد المفوضية الأوروبية معادلةً جديدة». ومن شأن التصريح الذي يعد واحداً من أقوى تصريحات بوزقر زيادة مخاوف بروكسل بشأن مستقبل الاتفاق بين الطرفين. ويُلزِم الاتفاق أنقرة بوقف توافد المهاجرين غير الشرعيين على أوروبا، مقابل إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى فضاء «شنغن». وتبدي بروكسل رغبةً في تنفيذه، لكنها تصرُّ على «التزام تركيا» بتنفيذ 72 معياراً تشمل تخفيف قوانين مكافحة الإرهاب. بينما تشير أنقرة إلى ارتباط اتساع نطاق القانون بمحاربة المسلحين الأكراد وتنظيم «داعش» الإرهابي. وأتى تصريح بوزقر غداة اتهام رئيسه، رجب طيب إردوغان، الاتحاد الأوروبي بوضع عراقيل جديدة أمام السماح للأتراك بالسفر دون تأشيرات، مُهدِّداً بفعل ما تراه بلاده مناسباً إذا فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق. إلى ذلك؛ أفادت السلطات التركية بمقتل 8 جنود و22 مسلحاً كرديّاً في اشتباكاتٍ خلال اليومين الماضيين. وبعد انهيار وقفٍ لإطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني والحكومة في يوليو الماضي؛ شهِدَ جنوب شرق تركيا ذو الأغلبية الكردية بعضاً من أسوأ الاشتباكات منذ ذروة التمرد في التسعينيات. وعدَّ الرئيس أردوغان التهديد الذي يُمثِّله حزب العمال و»داعش» سبباً للتمسك بقوانين مكافحة الإرهاب. وتعهد أردوغان في بيانٍ باستمرار «المعركة التي تخوضها قواتنا الأمنية بالتنسيق والتناغم مع الجنود والشرطة وحراس القرى وجميع الوحدات ضد الإرهاب». واستبعد أي عودةٍ إلى التفاوض مع حزب العمال، متعهداً بسحقه. وكان أكثر من 40 ألف شخص معظمهم من المسلحين قُتِلوا منذ حملِ الحزب السلاح في عام 1984 بحثاً عن حكمٍ ذاتي للجنوب الشرقي. وأعلن الجيش، في بيانٍ له، مقتل 6 جنود وإصابة 8 آخرين أمس في اشتباكاتٍ مع المسلحين في إقليم هاكاري. وأشار إلى مقتل جنديين آخرين في حادثٍ منفصل في الإقليم بعد تحطم مروحية عسكرية نتيجة عطلٍ فني. وقُتِلَ 6 من المتمردين المسلحين في عمليةٍ في المنطقة. وفي إقليم سعرد المجاور؛ أفاد مكتب الحاكم بمقتل مسلح عندما لاحقت قوات الأمن مركبات حاولت الفرار من تفتيش أمني. ووفقاً لبيان الجيش؛ قُتِلَ 15 مسلحاً في اشتباكاتٍ في إقليم شرناق. وأوردت قناة «إن.تي.في» التلفزيونية نقلاً عن الجيش أن الطائرات الحربية شنَّت ضربات روتينية على مواقع حزب العمال في العراق. وأكدت القناة مقتل 140 من مسلحي الحزب في ضرباتٍ مماثلة في الفترة بين 29 إبريل و10 مايو. وجاءت الاشتباكات متسعة النطاق بعد تفجيرين وقعا الخميس. وأعلنت وزارة الداخلية مقتل 4 أشخاص وإصابة 17 آخرين في انفجارٍ هزَّ قريةً في الجنوب الشرقي. ووفقاً للوزارة؛ وقع الانفجار حوالي الساعة ال 10 و30 دقيقة من مساء أمس الأول في حي ساريكاميس الذي يبعُد نحو 25 كيلومتراً عن ديار بكر أكبر مدن المنطقة «وذلك أثناء قيام عناصر من حزب العمال بتحميل شاحنة بالمتفجرات». وأظهرت صورةٌ التقطتها طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة وقدمتها «الداخلية» للصحفيين ما بدا أنها حفرة واسعة في حقل أحدثها الانفجار. وأوضحت قناة «سي.إن.إن تورك» التلفزيونية أن الكهرباء قُطِعَت في ساريكاميس وأن منازل قريبة من موقع الانفجار تعرَّضت إلى أضرار. واثنان من المصابين في حالةٍ حرجة، بحسب مصادر. وروى شهود أن دوي الانفجار كان قويّاً حتى أنه سُمِعَ في ديار بكر. قُبيلَ ذلك؛ انفجرت سيارة ملغومة قرب منشأة عسكرية في إحدى ضواحي مدينة إسطنبول، ما أدى إلى إصابة 7 أشخاص. واستهدف تفجيرٌ مماثلٌ في ديار بكر الثلاثاء جهاز الشرطة، وأسفر عن مقتل 3 أشخاص. وبعد الانفجار في ساريكاميس؛ أقامت قوات أمنية نقاط تفتيش، وعاينت السيارات الداخلة والمغادرة. وأبانت مصادر أمنية أن الانفجار وقع بينما كان متشددون يقومون بتحميل متفجرات في شاحنة كانوا ينوون استخدامها في هجوم على قوات الأمن.