قتل ثلاثة من رجال الشرطة الأتراك بهجومين لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني» الذين صعدوا هجماتهم شبه اليومية جنوب شرقي تركيا. وقال مسؤولون أمنيون إن هجوماً بسيارة مفخخة أسفر عن سقوط قتيلين وخمسة جرحى في صفوف الشرطة قرب مدينة سيرناك. ونسب الهجوم إلى «الكردستاني». وبدأت قوات الأمن عملية مطاردة بالمروحية لمنفذي الهجوم الذين قتل اثنان منهم، كما أفادت المصادر الأمنية. كذلك قتل شرطي وجرح آخر في هجوم بصاروخ أطلق في قطاع سيلوان في منطقة ديار بكر. وفرض حظر تجول في وسط ديار بكر، كبرى مدن المنطقة بعد اشتباكات على أثر تفجير المقاتلين الأكراد سيارة مفخخة قرب نقطة تفتيش أمنية في سيرناك ما أسفر أيضاً عن إصابة خمسة شرطيين بجروح. وقتلت قوات الأمن التركية خمسة من مقاتلي «الكردستاني» باشتباكات تلت التفجير. وقال مصدر أمني إن «الكردستاني» شن أيضاً هجوماً بقذائف صاروخية أمس، في منطقة سلوان في ديار بكر فقتل ضابط شرطة وأصاب آخر بجروح. وأفادت مصادر أن قوات الأمن التركية في قاعدة قريبة في إقليم سيرناك قصفت لاحقاً، منطقة جبلية فر إليها مقاتلو «الكردستاني» بعد الهجوم. وقتل اثنان من المسلحين في القصف الذي دعمته مروحيات هجومية من طراز «كوبرا». وأنزلت مروحيات نقل من طراز «سيكورسكي» قوات خاصة في المنطقة التي كان مقاتلو الحزب موجودين فيها ووقعت اشتباكات متقطعة. وكانت المواجهات بين الجيش التركي و»حزب العمال الكردستاني» استؤنفت في نهاية تموز (يوليو) الماضي، منهية بذلك مفاوضات بدأتها الحكومة في 2012 مع المتمردين الأكراد لإنهاء نزاع أودى بحياة 40 ألف شخص منذ 1984. وأدى التصعيد إلى توتر كبير في العديد من المدن التركية حيث استهدفت مقار «حزب الشعوب الديموقراطي»، بما في ذلك العاصمة أنقرة، من قبل متظاهرين مؤيدين للرئيس رجب طيب أردوغان الذي يتهم الحزب بدعم «إرهابيي الكردستاني». وكان حظر تجول استمر أسبوعاً في بلدة الجزيرة القريبة من الحدود مع سورية والعراق انتهى يوم الجمعة الماضي. وقال حزب موال للأكراد إن 21 مدنياً قتلوا في اشتباكات في البلدة فيما قالت الحكومة إن مدنياً و32 مسلحاً قتلوا. وهذه أسوأ أعمال عنف تشهدها تركيا منذ عقدين. وتصنف تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة «الكردستاني» على أنه تنظيم إرهابي. وتعهد أردوغان مواصلة القتال حتى «القضاء على آخر إرهابي». واندلع الصراع في وقت تستعد تركيا لإجراء انتخابات مبكرة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بعدما كانت نتيجة الانتخابات التي أجريت في حزيران (يونيو) الماضي غير حاسمة. واتهم معارضون أردوغان بالذهاب إلى حرب لتعزيز حظوظ حزبه في الانتخابات المبكرة. ويأتي التصعيد امس، غداة إعادة انتخاب رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو رئيساً ل»حزب العدالة والتنمية» في مؤتمر وعد خلاله أعضاء الحزب باستعادة الأكثرية المطلقة في مجلس النواب خلال الانتخابات الاشتراعية المبكرة في أول تشرين الثاني. وقال داود أوغلو في كلمة أمام المشاركين في مؤتمر الحزب «إن مستقبل تركيا خلال السنوات العشر إلى العشرين المقبلة سيكون مضموناً في حال تشكلت حكومة جديدة في الأول من تشرين الثاني على قاعدة أفكار حزب العدالة والتنمية». وتابع أن «حكومة الحزب الواحد ضرورية لمحاربة الإرهاب ومواجهة التحديات الاقتصادية على حد سواء».