ندَّد نائب رئيس مجلس الشورى، الدكتور محمد بن أمين الجفري، بالتدخلات الإيرانية في عددٍ من الدول العربية خصوصاً لبنان والعراق وسوريا واليمن. ولفت في المقابل إلى الدور السعودي المحوري إقليمياً ودولياً في خدمة الأمن والسلم ونشر ثقافة الحوار والتسامح. واستشهد، لدى استقباله أمس في مقر «الشورى» في الرياض رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب وبالمبادرات التي قدمتها كالمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية. ووصف الجفري المملكة بدولة محبَّة للسلام. وأشار إلى مواصلتها وحلفائها دعم الشرعية في اليمن ضد ميليشيات عبدالملك الحوثي وقوات المخلوع علي عبدالله صالح. في الوقت نفسه؛ أكد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، صابر تشودري، أهمية دور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في محيطها العربي والإسلامي، مُبيِّناً أن ما تمثِّله من ثقلٍ دولي يمكنه الإسهام في حلِّ عديد من القضايا العالقة. إلى ذلك؛ شدَّد تشودري على أن «البرلماني الدولي» لن يكون وسيلةً لتنفيذ أجندات بعض الدول. وتعهد بعدم السماح باستغلال اجتماعات الاتحاد لبث الفرقة بين الدول الأعضاء، مُنبِّهاً إلى أهمية دور الدبلوماسية البرلمانية في نشر الحوار والتسامح بين الشعوب خصوصاً في ظل الأحداث الإقليمية والعالمية المتلاحقة. وأفاد تشودري بعزم الاتحاد التركيز خلال الفترة المقبلة على مناقشة موضوع الإرهاب وأخطاره على العالم وما يمثِّله من تهديد أمني وثقافي واجتماعي. واعتبر أن إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وفقاً للمبادرة العربية سيكون له أثرٌ كبيرٌ في تقليل النزاعات العالمية. فيما وصف الجفري الاتحاد البرلماني الدولي ب «منبر مهم لعرض ومناقشة القضايا السياسية خصوصاً ما يتعلق منها بحفظ السلم والأمن الدوليين وقضايا حقوق الإنسان والبيئة، إضافةً إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تهم سائر شعوب العالم». على صعيدٍ آخر؛ يشارك مجلس الشورى في المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية الذي يبدأ اليوم في القاهرة برعاية الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي. ويستمر المؤتمر يومين بمبادرةٍ من البرلمان العربي بالتنسيق مع جامعة الدول العربية والاتحاد البرلماني العربي. ويرأس رئيس «الشورى»، الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ، الوفد السعودي. وأمَّل آل الشيخ في تعبير المؤتمر الذي يرفع عنوان «رؤية برلمانية لمواجهة التحديات الراهنة للأمة العربية» عن تطلُّعات قادة الدول العربية نحو صياغة مستقبلٍ أفضل يقوم على حفظ أمن الشعوب وتحقيق أمنياتها. وأكد، في تصريحاتٍ صحفيةٍ أمس، إيلاء المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحدة الصف العربي اهتمامها، مذكِّراً بأنها كانت من الدول السبع التي أسَّست الجامعة العربية وعمِلَت على توحيد كلمة العرب على مبادئ وأسس قوية. ولاحظ آل الشيخ وعي المجالس الشورية والبرلمانية في الدول العربية بخطر المرحلة التي تمر بها المنطقة و»ما يواجهها من تحديات أمنية وثقافية واقتصادية وسياسية تحتِّم على الجميع العمل ضمن منظومة مشتركة للحد من آثارها». ويتناول المؤتمر في جلسته الأولى محور التضامن العربي وصيانة الأمن القومي العربي. وتناقش الجلسة الرؤى البرلمانية لدعم العمل العربي على كافة المستويات السياسية والتشريعية والأمنية والدفاعية والإعلامية. كما تناقش سبل تجفيف المنابع الفكرية للإرهاب ومصادر تمويله، ومعالجة الأسباب والظروف التي أدت لتفشي الظاهرة، وسبل تعزيز التعايش بين كافة مكونات المجتمع العربي، إضافةً إلى بحث سبل تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وآلياتها التنفيذية والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وتتناول جلسة العمل الثانية محور المقاربات البرلمانية للرؤى التنموية المستقبلية؛ حيث تسلط الضوء على الإطار الاستراتيجي العربي للتنمية المستدامة، وسبل التكامل العربي، وتنسيق الجهود والعلاقات العربية التكاملية ودور البرلمانات العربية في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي. ويشهد اليوم الثاني للمؤتمر عقد جلسة مغلقة لرؤساء البرلمانات والمجالس العربية والبرلمان العربي وجامعة الدول العربية من أجل صياغة رؤية برلمانية لتحديث مناهج وآليات العمل العربي المشترك. وستصدر الجلسة الختامية بياناً يتضمن إعلان المؤتمر والتوصيات التي سيخرج بها المجتمعون لرفعها إلى القمة العربية المقبلة المقررة في شهر مارس المقبل.