أشاد عدد من النواب في البرلمان الأوروبي بجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – التي تبذلها كل عام في رعاية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وما تم بهم من مشروعات وتوسعات كبرى تهدف لخدمة قاصديها، مقدمين تعازيهم في وفاة عدد من حجاج بيت الله الحرام جراء حادث التدافع الذي وقع في مشعر منى. جاء ذلك خلال الاجتماعات التي عقدها أمس الأول نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري والوفد المرافق له مع عدد من النواب – كل على حدة – في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل، ضمن إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها معاليه للبرلمان الأوروبي. فقد أبدت نائب رئيس لجنة التجارة الدولية ونائب رئيس بعثة العلاقات مع دول المغرب في البرلمان الأوروبي طقيه صيفي تعازيها للمملكة قيادة وشعباً ولذوي المتوفين جراء الحادث، سائلة المولى القدير أن يشفي المصابين وأن يتقبل من الحجاج حجهم. وأشادت بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في رعاية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وما تم بهم من مشروعات وتوسعات كبرى تهدف لخدمة قاصديها وبما يمكن الحجاج والمعتمرين من تأدية نسكهم بكل يسر وطمأنينة. وأعرب رئيس مؤتمر رؤساء البعثات ورئيس بعثة العلاقات مع دول المغرب بير انطونيو بانزيري، والنائب الأول لرئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان كرستيان دان بريدا، وأعضاء البرلمان الأوروبي ماريو بور غيزيو، والين سميث، وآشلي فوكس عن تعازيهم ومواساتهم في هذا المصاب الذي ألم بالحجاج. ومن جانب آخر أكد وفد مجلس الشورى لأعضاء البرلمان الأوروبي مواقف المملكة العربية السعودية الثابتة تجاه مختلف قضايا المنطقة وفي مقدمتها الجهود المبذولة لإعادة الشرعية في جمهورية اليمن الشقيقة إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وبين معالي نائب رئيس مجلس الشورى وأعضاء وفد المجلس – خلال الاجتماعات - موقف المملكة من الوضع في الجمهورية اليمنية، مشيرين إلى أن عملية عاصفة الحزم، ومن ثم إعادة الأمل جاءت استجابة لرسالة الاستغاثة التي وجهها الرئيس الشرعي لجمهورية اليمن عبدربه منصور هادي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي لإنقاذ الشعب اليمني وحمايته من مليشيات الحوثي التي انقلبعلى الشرعية في اليمن واختطفت مؤسسات الدولة مدعومة من قوى إقليمية تسعى للهيمنة على المنطقة. وفي سياق آخر أكد معالي نائب رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تيجاني أهمية الشراكة والعلاقات الثنائية بين دول الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وما يترتب عليها من فرص للدفع بالعلاقات بين الجانبين إلى شراكة استراتيجية. جاء ذلك خلال حفل الغداء الذي أقامه معاليه أمس تكريماً لمعالي نائب رئيس مجلس الشورى والوفد المرافق له. ورحب نائب رئيس البرلمان الأوروبي بالعلاقات الثنائية بين البرلمان ومجلس الشورى وتبادل الزيارات بما يتيح إقامة حوار دائم بين المؤسستين البرلمانيتين ويثمر إلى تفاهم مشترك يوطد لتعزيز العلاقات على مختلف الصعد. من جانبه نقل الدكتور محمد الجفري تحيات وتقدير رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ إلى رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز ولنائبه انطونيو تيجاني. وأفاد أن هذه الزيارة تأتي في سياق التواصل البرلماني الذي يحرص مجلس الشورى على تعزيزه مع مختلف المجالس البرلمانية في العالم، ومع التجمعات البرلمانية الدولية المهمة مثل البرلمان الأوروبي. واستعرض الجانبان عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين مجلس الشورى والبرلمان الأوروبي. وكان وفد مجلس الشورى برئاسة نائب رئيس المجلس الدكتور محمد بن أمين الجفري قد اجتمع أمس في مقر البرلمان الأوروبي مع مجموعة اليوروميد التابعة لحزب الشعب الأوروبي وذلك بحضور سفير المملكة لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورج ورئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي عبد الرحمن بن سليمان الأحمد. وتطرق الدكتور محمد الجفري في كلمة خلال الاجتماع إلى مواقف المملكة من الوضع في اليمن، منذ تردي الأوضاع فيها حيث أسهمت المملكة مع أشقائها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إطلاق المبادرة الخليجية كأساس للحل في اليمن الشقيق، ومهدت هذه المبادرة الطريق للوصول للحل السياسي في اليمن الشقيق، وحظيت بتأييد إقليمي ودولي آنذاك, بيد أن الأوضاع عادت إلى التدهور مرة أخرى بعد أن قامت مليشيات الحوثي بالانقلاب على الشرعية مدعومة من قوات الرئيس السابق, ومن قوى إقليمية. وبين معاليه أن المملكة ودول التحالف قد استجابلدعوة الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي، بحماية الشعب اليمني الشقيق من مليشيات المتمردين الحوثيين، استناداً للمواثيق الدولية, ومنها ميثاق الأممالمتحدة في المادة رقم (51)، واتفاقية الدفاع العربي المشترك, وتوج هذا العمل بتأييد مجلس الأمن الدولي بقراره رقم 2216 . وتناول معاليه في كلمته عدداً من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وسبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين مجلس الشورى والبرلمان الأوروبي. بعد ذلك أجاب معاليه والوفد المرافق له على المداخلات والاستفسارات التي قدمها عدد من نواب البرلمان الأوروبي. يذكر أن وفد مجلس الشورى يضم أعضاء المجلس الأستاذ سعود الشمري ومحمد المطيري، والدكتور جبريل العريشي، والدكتور ثامر الغشيان، وهدى الحليسي، والدكتورة منى آل مشيط، فيما يرافق الوفد مدير عام شعبة العلاقات البرلمانية المكلف الدكتور سعد العنقري، ومساعد مدير إدارة المراسم فهد المسيند.