يقول أحد أعداء المرأة الذي مازال يعيش أيام جاهليته إن البنت عار على أهلها! طوبى لكم هذ الفكر الذي لا يستحق القرن الحادي والعشرين، ولكن إذا كانت ابنتي الطبيبة عار علي فهذا ما تمنيته منذ زمن، وأتشرف بهذا العار الذي حُرم منه هذا الجاهل، وأجزم أن صاحب المقولة إما مريض نفسياً أو أنه فقد عقله، ونصيحتي له زيارة أقرب طبيب نفسي، مع العلم أنه هو نفسه عار أن يكون بيننا اليوم ولا يستحق حنان والدته التي تعبت لحمله وربته بحنانها، وأخيرا جنة الابن العاق والجاحد. إذا رجعنا للماضي القريب كان آباؤنا وأجدادنا يفتخرون أمام الجميع بأخواتهم، وإذا أردت أن تسعد إنساناً أو صديقاً لك قل له (أخو فلانة) حتى أبناء البادية غير المتعلمين كانوا يفتخرون بأمهاتهم وأخواتهم، ثم يأتي رجل منا يدعي العلم ولديه هذا الحقد الأسود والدفين على بنات الوطن، وتجاهل أن الجنة تحت أقدام الأمهات، ولكن لماذا هذا الرجل أراد انتقاص حق بناتنا وأمهاتنا وأخواتنا في الوجود؟ وأتساءل: لو أن ابنته أو زوجته أو والدته قالت له هل أنا عار بماذا يرد؟ حقيقة لا أعرف أي تعليم تلقوه في مدارسنا أمثال هذا المريض. الغريب في الأمر أن هناك من يطبل لهذه المقولة (البنت عار) ولهذا الإنسان، ويحاولون إيجاد التبرير لمقولته، تارة يتهمون اللهجة العامية، وتارة بأعذار أكل وشرب عليها الدهر ولا تنطلي على العامة، ومهما حاول أنصار مقولة الجاهلية هذه فلن نسامح في حق أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا، فإما أن يعتذر أمام الملأ وإلا فكل امرأة في هذه المملكة الطيبة لها الحق أن تطالب بحقها بمقاضاة هذا الرجل، ناهيك عن رب الأسرة الذي طعن في شرفه، وإذا نجا هذا الجاهلي بأي عذر فسوف يخرج علينا غدا بتكفير بناتنا، وربما يقول: أخرجوا البنات من جزيرة العرب، وهذا غير مستبعد لأناس مازالوا يعيشون جاهليتهم.