طالعتنا الصحف منذ أيّام عن خبر إحدى مدارس حائل التي تحمل اسم الرجل الكريم الجاهلي حاتم الطائي,فغيره مجموعة من العاملين في التعليم والمدرسة إلى حاتم هكذا مبهما بدون أيّ إشارة لا من بعيد ولا من قريب إلى أيّ قبيلة ينتمي هذا الاسم ؛وذلك بغية أن يمحى من العقول ذكر هذا الرجل كونه جاهلياً ومات قبل أن يظهر الإسلام,فكيف يكرم ويوضع فوق لوحات المدارس ,فهو لايستحق كلّ ذلك. مع أنّ النبي –صلى الله عليه وسلم-قد كرّم أفعاله وأثاب عليها ,وذلك لإطلاق سراح ابنته سفانة عندما استشفعت النبي- صلى الله عليه وسلم- بأفعاله فقال لها:”يا جارية هذه صفة المؤمن”وفك قيدها. وإذا وجد المسؤولون أنه من العار وضع اسم جاهلي على لوحة مدرسة للبنين ,فأجد أنّه من العار والعيب أن توضع أرقام على لوحات البنات ,فمازلنا لليوم نتعامل مع المرأة أنّها عارٌ يخجل من ذكر اسمها أمام الملأ ,فما العيب والخطأ أن تكون اسم مدرستي خديجة بنت خويلد أو أسماء بنت أبي بكر مثلا أليس هؤلاء نساء مسلمات فاضلات كان لهن أثرٌ واضحٌ في خدمة الدين ,فلماذا لاترفع أسماؤهن فوق مدارسنا,ولماذا لايكون هناك تغيير سريع لجميع مدارس البنات على غرار التغيير السريع لمدرسة حاتم الطائي ,والسبب كان فقط لأنّه رجلٌ جاهلي ،فنحن الفتيات نريد مثل هذا التغيير لمدارسنا ,وأن ترصع بأسماء من خدمن الأمة في الماضي والآن. فنحن نعلم كيف أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- كان يذكر اسم السيدة عائشة-رضي الله عنها- أمام الملأ ولا يخجل من ذلك ,ولم يكتفِ بذلك بل كان يقول:أحبّها وضرب بعرض الحائط كلّ عيبٍ لايتعارض مع الشرع ,وسار على ذلك الملك عبدالعزيز-رحمه الله-فكان يفتخر بأخته ويتباهى بها ,ويقول:أنا أخو نوره فهل في هذا عيبٌ أو حرج أو تعارض مع تعاليم ديينا؟ فنجد الرجل إلى يومنا هذا يخجل من ذكر اسم أمّه وأخته وزوجته ويشير إليهم بقول :الأهل أو أم العيال وما شابه تلك الألفاظ. فيكفي كنايةً وإشارة وتلميحا وترقيما لنا فقد ضقنا ذرعا من كلّ ذلك,وقد تكون هناك أسباب لبعض الشباب والرجال من عدم ذكره أسماء أخواته أو زوجاتهم ,وقد تكون واهية ولكن لا أجد سببا وجيها لترقيم مدارس البنات بأرقام لاتترك أي أثرٍ في نفس قارئه.أليس من حقي بل من أبسطه أن افتح عيني كل صباح لأجد اسم امرأة ناجحة في الحياة يعلو اسم مدرستي ,فأتذكر ما فعلته وأحذو حذوها,ويكفيني شعورا أنّني لاأساوي إلا رقما يكتب ثم يمحى. فدعوة إلى أصحاب القرار بالمسارعة إلى تغيير أسماء مدارسنا أسوة بمدارس أشقائي البنين ,وذلك ليس صعبا ولا يأخذ فترة زمنية طويلة أو قرونا من الزمن لاتخاذ مثل هذا القرار ولنا في تغيير اسم مدرسة حاتم الطائي إلى حاتم خير دليل على القدرة على التغيير والمسارعة في ذلك.