أعلنت مصادر في المقاومة اليمنية تقدُّم قوات الشرعية في محيط جبل هيلان شمالي محافظة مأرب وسط البلاد، في وقتٍ سقط ضحايا جدد في مدينة تعز غرباً جرَّاء استمرار القصف الحوثي بالمدفعية. سياسياً؛ اجتمع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في عدن جنوباً، بينما التقى المبعوث الأممي الخاص بالأزمة ممثلين عن قوى سياسية ومجتمعية مناهضة للانقلاب. وأبلغت مصادر في تعز بمقتل مدنيين اثنين أمس وإصابة 8 آخرين بينهم أطفال ونساء نتيجة قصف ميليشيات «عبدالملك الحوثي- علي عبدالله صالح» أحياء سكنية بالمدفعية وبطريقةٍ عشوائيةٍ في استمرارٍ لما بدأته قبل أشهر. وأكد مصدر طبي حصيلة الضحايا. وتركَّز القصف، وفقاً للمصادر، على أحياء ثعبات والدعوة وعصيفرة والروضة وقرى جبل صبر و»كان عنيفاً باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة». وعلى الإثر؛ أشارت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» إلى دمارٍ طاول 4 منازل ومسجداً في قرية الديم في جبل صبر بعد إطلاق الميليشيات صواريخ «كاتيوشا» من مواقعها في منطقة الحوبان شرقي المدينة. وبالتزامن؛ قُتِلَ قيادي حوثي بارز في مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة والمتمردين من جهة ثانية في جبل هيلان شمالي مأرب. وأفادت مصادر، نقل عنها موقع «المشهد اليمني»، بمقتل عبدالعظيم النمري ضمن عشرات من أفراد جماعة الحوثي في معارك جبل هيلان مقابل مقتل اثنين من المقاومين. وتحدثت المصادر عن سيطرة الجيش والمقاومة على موقعي السحيل والمشجح شرقي وجنوبي جبل هيلان بعد قتالٍ استمر حتى مساء أمس. في غضون ذلك؛ التقى رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، رئيس الوزراء، خالد بحاح، الذي وصل إلى العاصمة المؤقتة عدن صباح أمس. وعُقِد الاجتماع في قصر المعاشيق الرئاسي على مدى ساعتين. ولفتت مصادر إلى مغادرة رئيس الوزراء لاحقاً صوب دولة إريتريا. ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدرٍ رسمي إشارةً إلى تركيز لقاء هادي وبحاح على ملف تحرير محافظة تعز ورفع الحصار عنها، والتحضير للمشاورات المقبلة مع الميليشيات الانقلابية برعاية الأممالمتحدة، إضافة إلى التنسيق مع دول التحالف العربي، والعمل مع مجلس التعاون الخليجي للتحضير لإطلاق علمية الإعمار في المحافظات المُحرَّرة. وفي الرياض؛ التقى مبعوث الأممالمتحدة الخاص بالأزمة، الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ممثلي المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية المنضوية في تجمُّع «مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن». وناقش اللقاء مستجدات الوضع السياسي والترتيبات الأممية لعقد جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة والانقلابيين. وركَّز ممثلو المكونات السياسية على عددٍ من القضايا أهمها دعم الدور الأممي في تنفيذ القرار الدولي رقم 2216 الملزِم بسحب الميليشيات مسلحيها وأسلحتها من المدن وتسليم صنعاء إلى السلطة الشرعية مع تمكينها من أداء مهامها. وشددت هذه المكونات على أهمية أداء المجتمع الدولي دوراً في الضغط على قوى التمرد للبدء في تنفيذ إجراءات بناء الثقة، وعلى رأسها الإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن تعز. وأبلغ المبعوث المجتمعين باحتلال الجانب الإنساني أولوية في جهوده، واصفاً حصار الميليشيات لتعز ب «أمر غير مقبول»، عاداً الوضع الإنساني فيها «وجعاً وهمَّاً للجميع». واقترح ولد الشيخ أحمد عقد جولة مشاورات السلام المقبلة في جنيف السويسرية على أن تبدأ في منتصف الشهر الجاري، متطلعاً إلى تنفيذ جماعة الحوثي خطوات بناء الثقة قبل ذلك الموعد. وكانت جولتا تفاوض عُقِدَتا في سويسرا العام الماضي، لكن دون نجاح. في سياقٍ آخر؛ دعا المفوَّض الأممي السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، الحكومة الشرعية إلى العدول عن قرارها اعتبار ممثِّل المفوضية، الفلسطيني جورج أبو الزلف، شخصاً غير مرغوباً فيه. وكانت وزارة الخارجية اليمنية عزت القرار المُعلَن أمس الأول إلى صدور بيانات غير منصفة وغير دقيقة ومتماهية مع الانقلاب من مكتب المفوضية السامية في صنعاء، منتقدةً عدم إصداره إدانة واضحة تحمل المتمردين مسؤولية حصار تعز لأشهر. وكشفت الأممالمتحدة عن تلقِّيها ما يفيد بأن أبو الزلف لم يعد شخصاً مرغوباً فيه من جانب حكومة بحاح. وتحدث الناطق باسم المفوض الأممي، روبرت كولفيلي، أمس عن «سوء فهم»، وقال «يبدو أن قرار الحكومة يستند إلى سوء فهم لما كنَّا نقوله ولدور الأممالمتحدة في موقف صراع»، موضِّحاً «نخشى أن يعرقل هذا القرار عملنا مستقبلاً في اليمن». وكان كولفيلي يتلو بياناً خلال مؤتمر صحفي في جنيف نيابةً عن زيد رعد الحسين.