أعلنت الحكومة اليمنية أن الهجوم الذي تعرض له مقرها الموقت في عدن ومقار أخرى في المدينة، نفذته القوى الانقلابية بالبلاد، في محاولة لوقف عجلة استعادة الدولة المخطوفة. فيما أحكمت وحدات الجيش المدعومة من قوات التحالف السيطرة على آخر مواقع مسلحي الحوثيين والقوات الموالية لهم في محافظة مأرب وباتت على مقربة من تخوم أرياف صنعاء، في وقت واصل طيران التحالف ضرب مواقع الجماعة في الضواحي الجنوبية والشمالية للعاصمة وفي محافظات تعز والجوف وصعدة وحجة. وأكدت الحكومة في بيان، بعد اجتماع استثنائي الليلة قبل الماضية في عدن، برئاسة نائب الرئيس رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح، فشل القوى الانقلابية في تحقيق الأهداف التي ترمي إليها من خلال تنفيذ الأعمال الإرهابية، مبدية عزمها على مواصلة دورها الوطني في المرحلة الاستثنائية من عدن، حتى استكمال تحرير جميع مناطق البلاد وإعادة الشرعية الدستورية ودولة المؤسسات، وإنهاء جميع مظاهر انقلاب ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح. وعقد الرئيس عبدربه منصور هادي أمس لقاء مع مستشاريه في مقر إقامته الموقت في الرياض غداة الهجمات الانتحارية في عدن. وقال إن «العناصر الإرهابية تسعى من خلال هذه العمليات إلى زعزعة الأمن والاستقرار خدمةً لأهداف أجندة دخيلة على المجتمع اليمني»، وإن «هذه العمليات الإرهابية لن تثني الحكومة عن ممارسة عملها من محافظة عدن والبدء بعملية إعمار ما خلفته الميليشيا الانقلابية للحوثيين من دمار كبير». وأعلنت المقاومة المدعومة من قوات التحالف في تعز صباح أمس مقتل 20 وجرح 31 من ميليشيا الحوثي وصالح، في سوق السويداء بماوية (شرق تعز)، إثر اشتباكات ومعارك عنيفة. وقال مصدر في المقاومة ل «الحياة» إن المعارك العنيفة استمرت طوال ليل الثلثاء- الأربعاء، مع قصف عشوائي بالهاوزر من الميليشيات، استهدف منازل بمنطقة دار النصر بصبر، وحي الدمغة، وثعبات (شرق المدينة)، بعد وصول تعزيزات عسكرية للميليشيا، تجاوزت مركز مديرية ماوية، وسط أنباء عن تحركها باتجاه الدريجة، جنوب ماوية، وصولاً إلى المسيمير في محافظة لحج. وقال مصدر ل «الحياة» إن طيران التحالف قصف مواقع تمركز الميليشيات في معسكر 35 بالمخا (جنوب غربي تعز). كما جدد الطيران قصف القصر الجمهوري، مستهدفاً البوابة الرئيسة شرق المدينة، وهو الموقع الذي يتخذه الحوثيون وقوات صالح مقراً لهم. وقصف طيران التحالف تجمعاً للميليشيات في جبل الأبراج بالشريجية (جنوب شرقي تعز)، ومنطقة الكسارة بحي الحرير (شرق المدينة)، ويعتبر أحد المواقع التابعة للميليشيا التي تقصف منه الأحياء السكنية، مع تواصل الحصار الخانق الذي تفرضه الميليشيات على تعز منذ أكثر من خمسة أشهر. وأكد الجيش وقوات التحالف أمس إحكام السيطرة أمس على مركز مديرية صرواح غرب مأرب وأسر عشرات الحوثيين إلى جانب السيطرة على جبل «هيلان» والاستيلاء على كميات من أسلحة الجماعة وذخائرها. وواصلت قوات الجيش التقدم نحو أرياف صنعاء وسط انهيار في صفوف المسلحين الحوثيين، كما أكدت أنها تسعى إلى تحرير المناطق المحاذية لمحافظة الجوف في جبهات «مجزر وماس والجدعان» قبل بدء معركة صنعاء. إلى ذلك، لقي مسلح قبلي حتفه وأصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات دارت أمس بمحافظة حضرموت بين قوة حماية الشركات النفطية بالمسيلة التابعة للمنطقة العسكرية الثانية وعصابة قبلية تضم نحو 30 مسلحاً يقودها سالم بن هادية حاولوا اقتحام البوابة الرئيسية للقطاع النفطي 14 في منطقة حرو. غير أن قوة حماية المنشآت النفطية تصدت لهم، وأوقعت قتيلاً في صفوفهم وعدداً من الجرحى، بينهم زعيم العصابة. في غضون ذلك كشفت مصادر الحوثيين وحزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه صالح، عن أنهما وجها رسالتين منفصلتين إلى أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون التزما فيهما خطياً بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2216 في سياق «النقاط السبع» التي توصل إليها مفاوضو الجماعة والحزب في مسقط مع مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ. وتنص النقاط السبع على تنفيذ قرار مجلس الأمن ووقف إطلاق النار من كل الأطراف وفق آلية تنفيذية يتفق حولها كما تنص على عودة حكومة خالد بحاح الشرعية إلى صنعاء لتصريف الأعمال لمدة تسعين يوماً يتم خلالها التوافق على حكومة وحدة وطنية، وتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة وإطلاق المعتقلين واحترام القانون الدولي وتشكيل لجنة محايدة من الأممالمتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق. واعتبر مراقبون التزام الحوثي وصالح خطياً بتنفيذ قرار مجلس الأمن اعترافاً بالهزيمة العسكرية بعد أن تهاوت القوات التابعة لهما بفعل ضربات الجيش الموالي للشرعية وقوات التحالف واقتراب المعركة من أطراف صنعاء بعد تحرير مأرب وباب المندب. إلى ذلك، أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية صباح أمس (الأربعاء) استشهاد الجندي أول أحمد محمد قاسم شبلي، نتيجة تعرض أحد مراكز حرس الحدود في قطاع الطوال بجازان لقذائف عسكرية من داخل الأراضي اليمنية.