اشتبكت قوات أفغانية أمس مع مسلحين في مدينة مزار الشريف تحصَّنوا في مبنى مجاور للقنصلية الهندية، بعد أكثر من 12 ساعة على محاولتهم اقتحام هذا المقر الدبلوماسي. بموازاة ذلك؛ ازداد الوضع الأمني المتدهور في العاصمة كابول خطورةً مع تفجير سيارة مفخخة فيها مساءً بعد ساعاتٍ على اعتداء انتحاري لم يُوقِع إصابات. ورجَّح المتحدث باسم الشرطة في كابول، عبد البصير مجاهد، وقوع التفجير الثاني في منطقة مجاورة للمطار الدولي، وهو ما أكدته مصادر أخرى. لكن لم يكن بوسع مجاهد تحديد الموقع المتضرر أو تقديم حصيلة عن الضحايا. ووقع الاعتداء الأول على الطريق المؤدية إلى المطار، ولم يوقِع ضحايا باستثناء الانتحاري الذي فجَّر نفسه. ولم يتبنَّ متمردو «طالبان» هذا الاعتداء ولا محاولة 6 مهاجمين اقتحام القنصلية الهندية في مزار الشريف مساء الأحد، لكنهم غالباً ما يستهدفون مصالح نيودلهي التي تدعم نظام كابول بقوة. ويوم أمس؛ تبادل جنود الشرطة والجيش إطلاق النار مع مسلحين متحصنين في منزل مجاور للقنصلية. وأعلن المتحدث باسم حاكم ولاية بلخ، منير فرهاد، أن «عملية التطهير مستمرة»، مشيراً إلى «توجُّه الحاكم عطا محمد نور إلى المكان للإشراف عليها». ولأن القنصلية تقع في منطقة سكنية؛ لفت المتحدث إلى «التحرك بحذر شديد لتجنب أي خسائر بين المدنيين». وبقِيَت مزار الشريف عملياً في منأى عن تمرد «طالبان» الذي امتد إلى كافة مناطق البلاد في الأشهر الأخيرة. وصعدت الحركة هجماتها ضد الحكومة والوجود الأجنبي بعد عامٍ على إنهاء قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة واشنطن مهمتها القتالية هناك. وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن اعتداء انتحاري استهدف مطعماً فرنسياً يرتاده الأجانب في كابول الجمعة، ما أدى إلى مقتل شخصين هما أحد الحراس وطفل وإصابة 15 آخرين بجروح. ويأتي تصاعد العنف هذا قبل أقل من أسبوعٍ على اجتماعٍ رباعي في إسلام آباد يجمع الصين والولايات المتحدة وأفغانستان وباكستان؛ لوضع خارطة طريق تعيد إحياء مفاوضات السلام بين كابول و«طالبان».