أعلن مسؤول حكومي هندي إن نيودلهي تدرس خياراتها في شأن المضي قدماً في اجراء محادثات مقررة في 15 الشهر الجاري مع باكستان على مستوى وزيري الخارجية، بعدما هاجم السبت الماضي قاعدة بتنخوت الجوية الهندية المحاذية للحدود مع باكستان، ما أسفر عن مقتل 7 جنود هنود وجرح 22 آخرين. وشكل اعتداءً نادراً خارج اقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين. وكشف المصدر ان القرار النهائي حول المحادثات سيُتخذ بعد استكمال قوات الأمن عملياتها في القاعدة وتفكيك متفجرات داخلها، علماً ان مسؤولاً بارزاً في نيودلهي أعلن مقتل مسلحَين اثنين كانا يختبئان في مبنى إداري تابع للقاعدة، اضافة الى 5 آخرين، فيما شوهدت شاحنات عسكرية تدخل وتخرج من المجمع، وتحليق مروحيات فوقه. وكان جندي من حرس الأمن الوطني قتِل في انفجار قنبلة السبت الماضي خلال انتشاله جثة أحد المهاجمين، ما استدعى توخي الحذر لدى تمشيط المنطقة تحسباً للألغام. وأعلن مجلس «الجهاد المتحد»، وهو تحالف لأكثر من عشر جماعات متشددة موالية لباكستان تتمركز في الشطر الباكستاني من اقليم كشمير مسؤوليته عن الهجوم على القاعدة الجوية. وقال الناطق باسم المجلس سيد صدقات حسين في بيان: «الهجوم رسالة من المجاهدين بأن أيدينا ستصل إلى أي منشأة حساسة في الهند». وفي أفغانستان، تحصن مسلحون في منزل مجاور للقنصلية الهندية في مدينة مزار الشريف بولاية بلخ (شمال)، بعد ساعات على محاولتهم اقتحام مقر البعثة مستغلين انشغال كثيرين بمتابعة مباراة لكرة القدم بين افغانستانوالهند. وبعد تبادل كثيف للنار امتد الى وقت متقدم ليلاً، علقت قوات الأمن العملية واستأنفتها صباحاً عبر إطلاق قذائف صاروخية ونيران أسلحة آلية ثقيلة على المبنى. وقال منير فرهاد، الناطق باسم ولاية بلخ: «عملية التطهير مستمرة في المنطقة السكنية قرب القنصلية حيث حلقت مروحيات، ونتحرك بحذر شديد لتجنب اي خسائر بين المدنيين»، فيما تحدثت تقارير عن جرح أربعة مدنيين على الأقل وستة رجال أمن. وأكد مسؤول هندي من مقر البعثة ان جميع موظفي القنصلية سالمون. وقال من داخل المجمع الذي يخضع لإجراءات أمن مشددة: «نتعرض لهجوم والقتال دائر». ويبدو ان الهجمات على مصالح هندية تهدف الى عرقلة المساعي الديبلوماسية التي ينفذها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مع باكستان بعد زيارته الرسمية الأولى الى افغانستان نهاية الشهر الماضي. والهند من أشد مؤيدي الحكومة الافغانية بعد سقوط نظام حركة «طالبان» نهاية عام 2001. وتحدث محللون باستمرار عن «حرب بالوكالة» بينها وبين باكستان في اراضي افغانستان، خصوصاً ان باكستان متهمة تاريخياً بدعم «طالبان». وفي 2014، تعرضت القنصلية الهندية في مدينة هيرات غرب افغانستان لهجوم شنه متمردون مدججون بالسلاح، بينهم مفجرون انتحاريون في احدى أخطر الهجمات على المراكز الديبلوماسية الهندية في افغانستان. وفي إطار الهجمات المتكررة التي تشهدها كابول، قال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي ان «انتحارياً فجر سيارة مفخخة قادها من نوع تويوتا سيدان عند نقطة تفتيش قرب مطار كابول»، من دون ان يتسبب في سقوط قتلى. وأوضحت الشرطة ان المهاجم رُصد لدى اقترابه من نقطة التفتيش، ما دفعه الى تفجير العبوة الناسفة، علماً ان هجوماً انتحارياً استهدف اخيراً مطعماً يرتاده أجانب وأفغاناً أثرياء في كابول، ما أسفر عن مقتل طفل يبلغ 12 من العمر وحارس امن. وتتزامن الهجمات مع مساعٍ جديدة لاستئناف محادثات سلام مع حركة «طالبان»، بعد انهيار اجتماعات سابقة في تموز (يوليو) الماضي.