عُثر على جثث عشرين شابَّاً على الأقل مقتولين بالرصاص ومعظمهم عن قرب صباح اليوم، في شوارع بوجمبورا، على ما أفاد شهود عيان. وفي عدد من الأحياء، اتهم السكان قوات الأمن أمس الجمعة بتوقيف كل الشبان الذين صادفوهم وإعدامهم بعد ساعات على الهجوم الذي شنه متمردون فجراً على ثلاث ثكنات عسكرية في العاصمة البوروندية. وفي حي نياكابيغا مركز الاحتجاج في وسط بوجمبورا، وذكر صحافيون وشهود أنه تم العثور على جثث عشرين شخصاً قتلوا بالرصاص بعضهم عن قرب. وقال صحافي بوروندي طالباً عدم كشف هويته إن "بعض هؤلاء الشباب هُشِّمت رؤوسهم وهناك آخرون أطلق الرصاص عليهم من أعلى جماجمهم، إنها الفظاعة بالمطلق.. الذين ارتكبوا ذلك مجرمو حرب". وفي حي روهيرو المجاور عُثر على جثث خمسة شبان في أحد محاور الطرق الرئيسة، كما قال سكان. وفي موساغا الحي الاحتجاجي الآخر في بوجمبروا قال موظف طالباً عدم كشف هويته "أحصيت 14 جثة لشبان أعدمهم ليلاً الجنود والشرطيون". واتهم الشرطة بمواصلة إطلاق النار في الجو لمنع الناس من الاقتراب من مكان "يضم عدداً كبيراً من الجثث". وأكد أحد سكان "نياكابيغا" طالباً عدم كشف هويته أن "معظم الذين قتلوا خدم أو شبان من أرباب العائلات كانوا في بيوتهم. إنها مجزرة وليس هناك كلمة أخرى" لوصف ذلك. ودان مجلس الأمن الدولي الهجمات التي استهدفت فجر الجمعة ثلاثة معسكرات للجيش في بوروندي، داعياً إلى الهدوء والحوار السياسي في هذا البلد. وقالت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سامنثا باور إن الدول ال 15 الأعضاء في المجلس "دانت بأشد العبارات الهجمات الأخيرة التي شنها مهاجمون مجهولو الهوية وحضت كل الأطراف الفاعلة المعنية على عدم اللجوء إلى العنف". وقتل 12 مهاجماً على الأقل خلال معارك بدأت فجر أمس الجمعة واستمرت ساعات عدة وتمكن الجيش في نهايتها من صد هجوم منسق استهدف اثنين من معسكراته في العاصمة بوجمبورا ومعسكراً ثالثاً في ضاحيتها. وتعد هذه المواجهات الأعنف في بوروندي منذ محاولة الانقلاب التي أحبطت في مايو الماضي. يذكر أن بوروندي تشهد، منذ نهاية أبريل أزمة سياسية خطيرة تخشى الأسرة الدولية أن تؤدي إلى مجازر على نطاق واسع. وتدهورت الأوضاع منذ إعادة انتخاب الرئيس بيار نكورونزيزا لولاية ثالثة في 21 يوليو حيث تدور اشتباكات بين جماعات مسلحة وقوات الأمن الحكومية.