وسط تراشقٍ للاتهامات؛ أفادت مصادر بمقتل 10 مدنيين جرَّاء تبادلٍ لإطلاق النار أمس على الحدود الباكستانيةالهندية بعد أقل من أسبوع على فشل عقد مفاوضات للسلام بين البلدين. والقتلى هم 6 مدنيين باكستانيين و4 قرويين هنود، وفق مصادر عسكرية تحدثت عن إصابة أكثر من 50 شخصاً آخرين. وكان يُفترَض عقد لقاء بين مستشاري الأمن القومي في البلدين الأحد الماضي في نيودلهي، لكنه أُلغِيَ في اللحظة الأخيرة بسبب خلاف على إدراج كشمير المُتنازَع عليها الواقعة في منطقة الهيمالايا على جدول الأعمال. ورداً على إطلاق النار على الحدود؛ أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية استدعاء المفوض الهندي الأعلى في إسلام آباد لإبلاغه باحتجاجها. وأكدت الوزارة في بيانٍ لها احتجاج حكومة باكستان بشدَّة على ما سمَّتها «الانتهاكات الأخيرة لوقف إطلاق النار من قِبَل الهند في قطاعي هاربال وشبرار عند الحدود الفعلية ما أدى إلى استشهاد ستة مدنيين بينهم امرأة وطفل». ويتبادل البلدان باستمرار إطلاق النار والقصف المدفعي عبر الحدود في كشمير وجنوب البنجاب، ما يؤدي إلى مقتل مدنيين. واتهم مسؤول أمني باكستاني كبير القوات الهندية ببدء إطلاق النار عند الساعة الثالثة من فجر أمس، مضيفاً أن «إطلاق النار استمر متقطعاً خلال الصباح». وأشار الجيش الباكستاني في بيانٍ له إلى «استشهاد 6 مدنيين وإصابة 46 آخرين بجروح خطيرة بينهم 22 امرأة بسبب إطلاق نار وقصف لا مبرر لهما على الحدود بالقرب من سيالكوت في قطاعي شبرار وهاربال». وفي الجانب الخاضع لسيطرة الهند من كشمير؛ اتهم المسؤول في قوة أمن الحدود، راكيش كومار شارما، باكستان باستهداف مدنيين بقذائف هاون قال إنها «أُطلِقَت بلا مبرر». وأبلغ كبير مسؤولي المنطقة، باوان كوتوال، عن «مقتل أربعة قرويين في القصف عبر الحدود، 3 منهم في الصباح والرابع تُوفِّيَ في وقت لاحق في المستشفى متأثراً بجروحه». وذكر الضابط في قوة أمن الحدود في الجانب الهندي، جي إس أوبيريو، أن 16 شخصاً جُرِحوا، لافتاً إلى تعرض 10 مراكز حدودية وقرى للقصف الباكستاني. وخاض البلدان 3 حروب اثنتان منها من أجل كشمير منذ استقلالهما في 1947. وما زالت هذه المنطقة تشكل مصدر توتر كبير بينهما. وتقاتل أكثر من عشر مجموعات مسلحة منذ 1989 إما من أجل استقلال الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير وإما من أجل إلحاقه بباكستان. وأثارت إمكانية عقد محادثات بين مستشارَي الأمن القومي الباكستاني، سرتاج عزيز، والهندي، أجيت دوفال، أملاً في تخفيف حدة التوتر. لكن الاجتماع أُلغِيَ وسط تبادل كلامي حاد. وطلبت نيودلهي السبت الماضي قصر المحادثات على بحث مكافحة الإرهاب، لكن إسلام آباد رفضت. وشددت وزيرة الخارجية الهندية، سوشما سواراج، على حتمية قصر جدول الأعمال على «الإرهاب والإرهاب فقط». في المقابل؛ ردت الخارجية الباكستانية بالقول إن «المباحثات المقررة لا يمكن أن تتم على أساس الشروط المسبقة». واعتبرت أن «المباحثات بين المستشارين الأمنيين للبلدين لن تفيد في شيء إذا تمت على أساس الشرط الذي أوردته الوزيرة الهندية».