أثار انهيار محادثات السلام المزمعة بين الهندوباكستان قبل ساعات من بدايتها أمس، تساؤلات عن مدى رغبة الخصمين اللدودين في التغلب على انعدام الثقة المتبادل المستمر بينهما منذ انفصالهما قبل نحو سبعين سنة. وهذه المرة الثانية التي تلغى فيها محادثات السلام بين البلدين المجاورين اللذين يتمتعان بقدرة نووية، وذلك منذ أن تولى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي منصبه في أيار (مايو) من العام الماضي، واختيار كل من البلدين الدخول في حرب كلمات قبل اجتماع مزمع مدته يومان بين كبار المستشارين الأمنيين في البلدين. ومنذ أن اتفق مودي ونظيره الباكستاني نواز شريف في روسيا الشهر الماضي على إجراء المحادثات، زادت انتهاكات وقف إطلاق النار عبر الحدود بين البلدين ويخشى المحللون أن تزيد. وأعلنت باكستان ليل السبت- الأحد أنها ترفض «شروطاً مسبقة» وضعتها الهند لعقد اجتماع بين كبار مسؤولي الأمن في البلدين، مما يعني عملياً إلغاء اللقاء الذي كان مقرراً أمس. وكانت نيودلهي طلبت من باكستان الموافقة قبل منتصف ليل الجمعة- السبت على أن تقتصر المحادثات بين البلدين على مناقشة في مكافحة الإرهاب بعد خلاف بشأن نية باكستان لقاء قادة انفصاليين من كشمير وطلبها توسيع نقاط البحث. وقالت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج للصحافيين السبت، إنه لدى باكستان مهلة حتى «الليلة» (السبت) لتأكيد موافقتها على أن يقتصر جدول الأعمال على «الإرهاب والإرهاب فقط». ورداً على سؤال عما سيحصل إذا لم توافق باكستان على الطلب، قالت الوزيرة الهندية: «لن تعقد المحادثات». ورداً على تصريحات وزيرة الخارجية الهندية، أفادت الخارجية الباكستانية في بيان مساء السبت، بأن المباحثات المقررة «لا يمكن أن تتم على أساس الشروط المسبقة التي وضعتها الهند». وأضافت أن «المباحثات بين المستشارين الأمنيين للبلدين لن تفيد في شيء إذا تمت على أساس الشرطين اللذين قدمتهما الوزيرة» الهندية. ورأت نيودلهي أن قرار باكستان «مؤسف». وقال فيكاش سواروب الناطق باسم الخارجية الهندية في تغريدة على موقع «تويتر»، إن «قرار باكستان مؤسف، والهند لم تفرض أي شرط مسبق، بل تشدد فقط على ما هو متفق عليه كجدول أعمال من قبل مسؤولي الأمن القومي في البلدين»، وذلك في إشارة إلى اجتماع رئيسي الوزراء الهنديوالباكستاني في روسيا. وأتت تصريحات الوزيرة الهندية بعد ساعات من تأكيدات لمستشار الأمن القومي الباكستاني سرتاج عزيز استعداده للقاء نظيره الهندي أجيت دوفال. وأدلى عزيز بهذه التصريحات مع أن الخارجية الهندية قالت إنه من غير المناسب أن يلتقي المسؤول الباكستاني كوادر حركة «الحرية» الانفصالية خلال وجوده في نيودلهي. وقال عزيز في مؤتمر صحافي في إسلام أباد السبت: «من جهتي، ما زلت على استعداد للتوجه إلى نيودلهي لإجراء مباحثات من دون شروط مسبقة»، متهماً وسائل الإعلام الهندية بإثارة جدل ما كان يجب أن يحدث. وقال سيدهارث فاراداراجان، وهو رئيس تحرير سابق لصحيفة «هندو» التي تصدر في نيودلهي، إن ذلك يعني المزيد من «الاتهامات المتبادلة والحدة والمزيد من الاستفزازات، وبعبارة أخرى مساهمة في النمط الذي شهدناه في الأسابيع القليلة الماضية». ومن خلال المحادثات التي ألغيت، كانت الهند تريد فقط بحث القضايا المتعلقة بالإرهاب واعترضت على نوايا باكستان الاجتماع بانفصاليين من كشمير. وتريد باكستان جدول أعمال أوسع. وقال برويز إقبال شيما الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني في باكستان لصحيفة «إكسبرس تريبيون» الباكستانية، إن إلغاء المحادثات ليس جيداً للسلام الإقليمي، وإن كشمير ستكون حاضرة دائماً على جدول أعمال أي محادثات هندية باكستانية. وقال أكار باتيل، وهو أحد متابعي مودي منذ فترة طويلة والرئيس الجديد ل «منظمة العفو الدولية» في الهند، إن موقف نيودلهي أصبح ضعيفاً. وكتب في صحيفة «تايمز أوف إنديا» متسائلاً: «كيف يمكن الامتناع عن المحادثات أن يحل هذا الأمر؟ إذا كنا جادين في الحصول على شئ منهم يجب أن نتواصل معهم». على صعيد آخر، أعلن وزير الداخلية الباكستاني أمس، ان الاستخبارات الباكستانية انقذت سائحاً صينياً خطفته «طالبان» العام الماضي في احد معاقلها في المناطق القبلية شمال غربي البلاد. واشار الوزير الى ان السائح الصيني سيسلم الى سفارة بلاده.