لم يعد جيدا (الصمت) ولا الوقوف على (الحياد) من إعلاميي الخليج العربي، ووسائل إعلامه، وقنواته الفضائية، وهم يرون ويشاهدون ويسمعون إعلاميين عربا، يتهجمون على المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي، إعلاميون كانوا يظهرون لنا في الخليج خلاف ما يبطنون، حتى ولدت عملية (عاصفة الحزم) فانكشفت الأقنعة عن حقيقتهم، وأزيحت عنهم الأستار الواهية، التي لطالما تخفوا خلفها، هؤلاء الإعلاميون المأجورون، ظهروا في قنوات تليفزيونية خاصة، وحكومية، بعضها يدعم بثروات أهل الخليج، وهم يتطاولون على ثوابت بلدنا المملكة العربية السعودية، وعلى مؤسساته الدينية وعلمائه، ويشككون في مواقفه العروبية، التي لا يمكن المزايدة عليها، ويتنادون إلى عنتريات لم نرها تطال العدو الحقيقي لهم، الذي يستبيح أراضيهم، ولا الحزب الذي ألغى دولة لا تزال بلا رئيس وراح يعبث بها، بينما يسددون سهامهم المسمومة بالحقد إلى بلدنا، الذي كان ولا يزال يعطي بسخاء وكرم، ودون منّة، لكننا لم نستغرب ردة فعلهم تلك فرياح (عاصفة الحزم) حينما هبت قطعت أوردة الأطماع الفارسية، وعصفت بأحلام إمبراطورية التوسع، وأفشلت مشروع إخضاع بلد عربي لأجندتها، التي لطالما تبجح المعممون والملالي في طهران وقم، بأنهم على وشك لابتلاع رابع عاصمة عربية، والعالم العربي يتفرج، ولهذا لم يعد جيدا (الصمت) ولا الوقوف على (الحياد) من إعلاميي الخليج العربي، ووسائل إعلامه، وقنواته الفضائية، ونحن نشهد زمرة من أصحاب الأقلام الرخيصة، والأصوات الناعقة، والأفواه المرتزقة، وهي تعوي، وتنوح وتولول وتصيح، لتتطاول شتما وتشويها للمملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي، التي جنت حين نجحت (عاصفة الحزم) في زلزلة أركانهم، وإسقاط أحلام من يتباكون من أجلهم، وحقيقة، أنا لا أستغربُ أن يطل (حسن نصرالله) على شاشات القنوات الفضائية، ليزعج الفضاء بخطبه العنترية، وتهديداته نحو الأهل والقربى، وهذيانه بأكاذيبه المزعومة، وبتجاوزاته المليئة بقاموس من الشتائم والتهم لأبناء العم، وتطاوله على بلدنا ودول الخليج العربي، بينما العدو الإسرائيلي يتربع على مناطق من بلده، لكني أقف متعجبا، من أولئك الإعلاميين العرب، الذين امتلأت بطونهم، وسمنت أكتافهم من (خير الخليج) الذين فتحت لهم (صحفنا، وقنواتنا الفضائية السعودية، ليكتبوا ويقدموا برامج) – ويجب أن تتوقف هذه السياسة- ثم حينما رأوا هؤلاء (أن البدو الخليجيين) كما هم يسموننا، يصنعون تاريخا كتاريخ (يوم ذي قار) ورأوهم يحزمون أمرهم، ويأخذون قرارهم، وتثور نخوتهم لإنقاذ شرعية بلد من يد عصابة تابعة لنظام طهران، تريد بلع العاصمة الرابعة العربية، وإلحاقها بحتف العواصم السابقة، ورأوا أن السعودية تظهر قدرتها على قيادة عصر جديد للأمة العربية، قلبوا ضد المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي، متنكرين للمعروف، وناسين أفضال الخليج عليهم وعلى بلدانهم، ليضربوا أمثلة في الجحود والنذالة، والخساسة والدناءة، لدول طالما (أكرمتهم، واستضافتهم، وقدرتهم، واحتفلت بهم في صحفهم وقنواتهم الفضائية ومحافلهم) فلم يكن إلا (وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا) فحينما رأوا المشروع الفارسي يتقوض وينهار، ومعه تسقط وتنهار أطماع المعممين في قم وطهران، فقدوا صوابهم، واتجهت بوصلتهم نحو المملكة ودول الخليج، لينفثوا سموم أحقادهم، ولهذا أقول: يجب أن نعلم بأن هناك عربا خيرين مواقفهم مشرفة لا تتبدل، وعروبتهم أصيلة، لكن في المقابل هناك عرب يتمنون ويحلمون (لو الفوضى تدب في ميادين دول الخليج العربي بما أسموه بالربيع العربي، ويحلمون لو يصحون على حروب وفتن تملأ شوارعنا) فلنكن على قدر من اليقظة والحذر، وعلى قدر من التآلف والتوحد خلف قادتنا، وبذلك بعون الله سيخيب الله مساعيهم، ويفشل أحلامهم التخريبية التي يغذيها الحسد والحقد.