بعث أحد الأصدقاء -بعد أن جاشت عواطفه عقب منتصف الليل- برسالة تغريدية جازماً أن حبيبته أجمل من القمر! ولأنه عزيز على القلب فقد نبهته بمراجعة طبيب عيون متخصص؛ فربما كان يعاني من «ضعف النظر»! مذكراً إياه باختلاف نظرته الرومانسية ونظرة وكالة «ناسا» لعلوم الفضاء؛ لأنها ترى القمر أكثر جمالاً حتى من «نيكول كيدمان» و«كيت وينسلت» مهما غرّد المغردون! الجمال نسبي ومقاييسه كذلك، متشكلاً بأهواء النفس، والظروف المرتبطة ببيئة وحياة الإنسان، بجانب عوامل أخرى، وليس صحيحاً أن القلب يعشق كل جميل؛ فقد يحب الرجل الوسيم امرأة «عادية الملامح» والعكس أيضاً فالمرأة قد تحب من لا يحمل ذرة من الوسامة أو العقل! هي أمزجة وظروف مرافقة! لن يستسيغ كلامي المحبون لأنهم هائمون وفي «شغلٍ شاغل»، وحديث المحب عن المحبوب يأتي تحت تأثير جنون العاطفة فلا يؤخذ به علمياً، لأن العقل خارج عن نطاق السيطرة والتحكم، ولا فائدة أرتجيها من النصح، وأشير لهم -من بعيد- وأذكرهم أن أغلب مراجعي عيادة «الضغط والسكر» هم من المتزوجين وهذا يفسر جزءاً من الحقيقة الغائبة! «عين الرضا عن كل عيب كليلة»، وقد تتغير النظرة بعد الزواج للضد، فيقال -على ذمة دراسات دماغية- إن أقصى فترة للحب بعد «الارتباط» هي «سبع سنين»! ثم اكتشف العلماء أنها «خمس»! ولأن سوق التخفيضات رائج فقد رست الدراسات النفسية والعقلية على «ثلاث سنوات» فقط! يتوقف المخ بعدها عن توليد «ذبذبات الحب» ولا أمل بإعادة شحن «البطارية» مرة أخرى إلا بمعجزة!