شهدت مدينة الرمثا الأردنية، الواقعة بالقرب من الحدود المشتركة مع سوريا وإسرائيل، خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين نزوح المئات من السوريين القادمين من مدينة درعا، بعد اشتداد القتال فيها إثر هجوم واسع للجيش السوري. وأكدت مصادر أمنية ل «الشرق» إغلاق الجانب السوري من معبر درعا الحدودي مع الأردن، وقدرت المصادر عدد النازحين خلال هذين اليومين بالمئات. فيما قالت مصادر من مدينة الرمثا إنها تحققت من وصول تسعين شخصا على الأقل يوم الجمعة وحده، بينهم عائلة واحدة وشخص مصاب بعيار ناري في قدمه، تسلل معظمهم من درعا إلى الرمثا مباشرة عبر السياج والمنطقة الحدودية. فيما لم يتأكد عدد من عبروا من بلدة تل شهاب السورية إلى بلدة الطرة الأردنية المقابلة لها، حيث كانوا يجتازون السياج الحدودي ليلاً وسط أمطار غزيرة. ويتولى حرس الحدود الأردنيون نقل هؤلاء اللاجئين بمعرفة الجيش الأردني إلى مجمعات سكنية في الرمثا، وتقول المصادر الأمنية أن هذه هي أكبر دفعة من اللاجئين الذين يصلون معاً. إلى ذلك أكدت مصادر شعبية ونشطاء في مجال إغاثة اللاجئين في محافظة المفرق ومدينة الرمثا ل «الشرق» أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن بلغ 36 ألفاً يتوزعون ما بين الرمثا والمفرق وجرش والسلط وعمان، فيما تشير الأرقام الرسمية إلى ثلاثة آلاف لاجئ فقط، ونفى هؤلاء ل»الشرق» تقديرات إعلامية تحدثت عن ثمانين ألف لاجئ ورأوا أنها مبالغٌ فيها. وترجع الفروق في التقديرات إلى تفضيل نسبة من اللاجئين عدم تسجيل أسمائها، فيما لا تعتبر أعداد أخرى لاجئة لاعتيادها على القدوم دورياً إلى الأردن للعمل في مزارع المفرق. من ناحية أخرى أقامت اللجنة المركزية للقطاع الشبابي في حزب جبهة العمل الإسلامي اعتصاما حاشدا أمام السفارة الروسية في العاصمة عمّان للتعبير عن إدانة القطاع الشبابي في الحزب للشراكة الروسية الصينية في الدفاع عن نظام بشار الأسد والمشاركة في قتل الأبرياء في سوريا، حسب المحتجين. وقال رئيس اللجنة المركزية للقطاع الشبابي في جبهة العمل المهندس غيث القضاة، إن هذا الاعتصام مكمِّل لاعتصامات مماثلة تجري الآن في كثير من الدول العربية وتركيا، أمام سفارات روسيا الاتحادية لفضح ما وصفه ببشاعة شراكتها مع آلة القتل التدميرية التي تفتك بالسوريين. ودعا غيث القضاة الحكومة الأردنية أن تحذو حذو دول الخليج العربي وتونس بطرد سفير ما أسماه نظام البطش السوري من عمان، كونه يمثل نظاما دمويا طائفيا يفتقر لأدنى تعريفات الإنسانية حسب تصريحاته، «بالإضافة أن هذا السفير يتربع على رأس سفارة أمنية تعتبر وكرا للتجسس على أبناء الجالية السورية في الأردن» وفق حديثه، كما طالب الحكومة الأردنية أيضا بسحب سفيرها من دمشق لزيادة عزلة نظام بشار الأسد.