يجسِّد العمل التطوعي دوره الفاعل في تنمية المجتمع وتحقيق التكافل الاجتماعي؛ فالثقافة التطوعية هي الركيزة الأساسية في إيجاد البيئة الملائمة لتفعيل أنشطة العمل التطوعي، وهذا يتطلب العمل على تنمية الوعي بأهمية التطوع الذي يساهم في تطوير قدرات المجتمع وتنمية موارده. وعند الحديث عن غياب ثقافة العمل التطوعي في مجتمعنا نجد أن ذلك يعود إلى عدم إدراكنا للمضامين السامية لأهدافه وانعدام الرؤية الواضحة لمكتسباته؛ مما يتطلب منا نشر وتعميم ثقافة العمل التطوعي في البنية الاجتماعية، فالمشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية من أفراد المجتمع مطلب ديني وضرورة اجتماعية تعزز من التكافل الاجتماعي، كما أن الأعمال التطوعية لا يمكن لها أن تحقق مكاسبها وأهدافها ما لم تحظَ بتفاعل وتشجيع المجتمع، حيث لابد أن تصبح من أولويات برامج المؤسسات والشركات في خدمة المجتمع. وتدني التفاعل يعود إلى غياب ثقافة العمل التطوعي بين أوساط كثيرة داخل المجتمع؛ ما أدى إلى إيجاد العوائق أمام تلك الأعمال التطوعية والتنفير منها، ولكي نتجاوز ذلك علينا أن نركِّز علي فوائد ومكتسبات العمل التطوعي وما يعود به علي مصلحة الفرد المتطوع نفسه والمجتمع وتوليد قناعة بأهمية تلك الأعمال التطوعية، ولا يخفي علينا أن المال يشكل المحفز الأقوى في الدعم والتشجيع واستمرارية تلك الأعمال التطوعية، وهذا ما يتطلب دعم المشاريع التطوعية من قبل المؤسسات الاجتماعية وكل القطاعات التي يهمها مصلحة المجتمع ونموه وازدهاره.