كشفت الاختصاصية الاجتماعية في قسم التوجيه والإرشاد الأسري في مجمع الصحة النفسية في جدة سارة محمد الغامدي حاجة المتطوعين في مؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة إلى جهد أكبر منهم، ودعمهم من المؤسسة، وتزويدهم بثقافة اجتماعية عالية. ونصّبت العمل التطوعي بأوجهه كافة، داعماً للتكافل الاجتماعي وباباً من أبواب العمل الخيري، معتبرة المتطوع يحمل نفساً تواقة لحب الخير والمساندة والتعاون. وقالت ل«الحياة»: «إن المتطوع الذي لا يرجو عائداً مادياً من عمله التطوعي سيجني الأجر، فضلاً عن اكتسابه الخبرة والتدريب، فالتطوع جزء من التدريب وتنمية المهارات»، واستدركت: «لكن التطوع في مؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى جهد مضاعف ممن يضطلعون به، إضافة إلى دعم المؤسسة نفسها التي تتطلب نشر ثقافتها بين أفراد المجتمع». وأوضحت أن من إيجابيات العمل التطوعي في مؤسسات التربية الخاصة اكتساب العلاقات وتكوين شخصية خيرة، إضافة إلى تنمية مهارات المتطوع، فضلاً عن استغلال وقت الفراغ في عمل مفيد واكتساب خبرة قد تنتهي بالتوظيف أو تؤدي له. ولم تسمِّ الغامدي العنصر المتطوع المقصر الأوحد في العملية التطوعية، بل اعتبرت أسلوب بعض المؤسسات مكسراً لمجاديف المتطوعين، بالتنكر لجهودهم وعدم منحهم شهادات شكر وتقدير أو تكريم وإشادة لرفع روحهم المعنوية، فضلاً عن إغلاق بعضها الأبواب في وجوههم وتنفيرهم من العمل التطوعي، إضافة إلى توجيه المتطوع للقيام بأعمال فوق طاقته لوجود نظرة قاصرة عن مفهوم التطوع وتراه أمراً هامشياً، متمنية أن تنشر وتفعّل تلك المؤسسات ثقافة العمل التطوعي بشكل أكبر، إضافة إلى دعم المتطوعين من الجهات المعنية وإبرازهم. بدورها، روت الاختصاصية حصة الحربي ل«الحياة» تجربتها في التطوع مع ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تمثلت في مساعدتهم في الاختبارات وذلك بسماع الإجابة منهم وتدوينها. وتابعت: «اكتشفت من خلال تلك التجربة أن ذوي الاحتياجات الخاصة يتميزون بقوة الإرادة والتحدي لمواجهة الصعاب، فمنهم من حقق أشياء لم يحققها السوي، ويتمتعون بنفس طيبة ودودة وروح مرحة ممزوجة بجمال الأخلاق، إضافة إلى تمتعهم بثقافة تفوق الإنسان الطبيعي أحياناً»، مشيرة إلى أن المكفوفين يتمتعون بالسمع القوي لاعتمادهم عليه، كما أن لديهم درجة كبيرة من الحساسية، إذ يتضايقون لمن ينظر إليهم باستخفاف، كاشفة تضايق إحدى الكفيفات، إذ قالت لها: «أتضايق كثيراً عندما يسألونني أسئلة استفزازية مثلاً كيف تهذبين شعرك, وكيف تأكلين؟، وغيرها من الأسئلة التي لا يكون هدفها إلا الفضول». وزادت الحربي «إن هناك علماء مسلمين كانوا يعانون من إعاقة ولم تؤثر عليهم بل أصبحوا أعلاماً، لهذا أحب أن أطلق عليهم مصطلح «ذوي القدرات الخاصة»، فهم مبدعون متميزون، والصحيح أن المعوق هو من أعاقه اليأس عن تحقيق طموحه».