سجّل الإرهاب فشلاً جديداً في شقّ الصفّ الوطني السعوديّ، في ارتكابه حماقةً دموية وقع ضحيتها 19 مواطناً في محافظة الأحساء، بينهم سبعة شهداء من المواطنين، إضافة إلى شهيدين في صفوف رجال الأمن. وقدّم السعوديون دليلاً جديداً على قدرتهم على مواجهة محاولات الفتنة بموقف شامل عبّروا عنه، سنة وشيعة، في كلّ أرجاء البلاد، على خلفية الجريمة الإرهابية التي نفّذها ثلاثة مسلحين في قرية الدالوة مساء أمس الأول. ونجحت اليقظة الأمنية في تطويق الواقعة التي صدمت المجتمع السعودي، وألقت الجهات الأمنية القبض على 15 شخصاً على صلة بالواقعة، خلال أقل من 24 ساعة من وقوع الحادثة الدامية. وأعلنت شرطة الشرقية ووزارة الداخلية، في ثلاثة بيانات متلاحقة فجر أمس وصباحه ومسائه، تفاصيل ما حدث من الحادية والنصف من مساء أمس الأول حتى مغرب أمس. وكشفت حقيقة المتورّطين، بعد الإيقاع ب ستة أشخاص تمت صباحاً في عمليات أمنية متزامنة في محافظة الأحساء ومحافظة شقراء ومحافظة الخبر. ثم ارتفع عدد المقبوض عليهم إلى تسعة بعد ظهر أمس. وواصلت الأجهزة الأمنية جهودها البطولية لتقدم إنجازاً قياسياً في دحر الإرهاب. ولم تَغرب شمس أمس حتى وصل عدد المقبوض عليهم إلى 15 إرهابياً، فيما لا تزال الأجهزة الأمنية تواصل جهودها للإمساك بخيوط الجريمة وكل المتصلين بها. ومن جهته، قال المتحدث الرسمي في وزارة الداخلية اللواء التركي، في تصريحات متلفزة أمس، إن عدد المتورطين مرشح للزيادة، مُشيراً إلى أن العمليات الأمنية لا تزال قائمة، وأضاف «سنواجه المحاولات الإرهابية بكل حزم، وسنتمكن بفضل الله من دحرهم وإحباط محاولاتهم»، مؤكداً أن مرتكبي الجريمة «من أصحاب الفكر الضال». ودعا اللواء التركي المواطنين والمقيمين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية وإبلاغها عن «أية حالة يُشتبه بضلوعها في نشاط إرهابي»، وأعاد التذكير بالرقم 990 لهذه البلاغات. وأكد أن «نظام المكافأة المالية الذي تقدمه وزارة الداخلية لا يزال قائماً». أثبت رجال الأمن، مجدداً، حضورهم الاستثنائيّ في مواجهة الإرهاب، وقدّموا حياتهم وسلامتهم فداءً للوطن. وعبر سلسلة من العمليات الأمنية الدراماتيكية نفّذوا عملياتِ مداهمة في ست مدن على مستوى المملكة، وانتهت المداهمات بالإيقاع ب 15 مجرماً في أقل من نهار يوم. وأوضح المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن المداهمات أسفرت عن القبض على تسعة أشخاص إضافة لمَنْ سبق الإعلان عنهم، منهم أربعة قُبض عليهم في بريدة، واثنان في البدائع بمنطقة القصيم، إضافة إلى شخص في الأحساء وشخص في شقراء، وآخر في مدينة الرياض، ليصبح إجمالي المقبوض عليهم من المتورطين في هذه الجريمة حتى الآن 15 شخصاً في ست مدن مختلفة من المملكة. وقال المتحدث الأمني في ثالث بيان يصدر عنه منذ الجريمة الإرهابية، التي وقعت في محافظة الأحساء، إن الأجهزة الأمنية رصدت وجود مشتبهين بتورطهم في المشاركة في ارتكاب الجريمة الإرهابية، بمجمع استراحات في حي المعلمين بمحافظة بريدة في منطقة القصيم، وأثناء مباشرة رجال الأمن في إجراءات القبض عليهم تعرضوا لإطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة، وتم التعامل مع الموقف بمقتضى الأنظمة والرد على مصدر النيران بالمثل ما أسفر عن مقتل مطلوبَين. كما نتج عن تبادل إطلاق النار استشهاد النقيب محمد حمد العنزي، والعريف تركي بن رشيد الرشيد. وأضاف البيان أن وكيل الرقيب عبدالرحمن خليفة الحربي، والعريف عبدالرحمن شجاع الحربي أصيبا في المواجهة، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة. ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد أن رجال الأمن عازمون على تنفيذ مهامهم في التصدي لمخططات هؤلاء الخوارج، الذين يسعون للنيل من الأمن.