تخوض قوات الجيش الحر والكتائب المقاتلة شمال مدينة حلب معارك عنيفة ضد تنظيم «داعش»، وذكر ناشطون أن المعارك تتركز على بعد كيلومترات قليلة من بلدة مارع التي تبعد عن حلب حوالي 30 كيلومتراً، ويتقدم التنظيم باتجاه ريف حلب الشمالي ويركِّز هجومه على بلدة مارع أحد معاقل الجيش الحر والثوار في الريف الشمالي. ويخوض الجيش الحر والكتائب المقاتلة من الثوار المعارك على محورين الأول في مواجهة تنظيم «داعش» والثاني ضد قوات الأسد. وقال رئيس تحرير جريدة «كلنا سوريون» وعضو الائتلاف الوطني السابق بسام اليوسف ل «الشرق»: إن الجيش الحر أرسل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق القتال في مارع ومحيطها، وأشار اليوسف إلى أن «داعش» يحاول الوصول إلى الحدود التركية وتحديداً معبر باب السلامة، ويحاولون السيطرة على تل رفعت ومارع، والوصول إلى بلدتي نبل والزهراء المواليتين والمحاصرتين من قبل الثوار. وقال اليوسف إن التنظيم متفوق في القدرات العسكرية على الجيش الحر بعد استقدامه تجهيزات عسكرية ثقيلة حصل عليها من العراق، وأوضح أن مقاتلي «داعش» لا يتجاوزون 1500 مقاتل ولكنهم معززون بالأسلحة الثقيلة وطائرات الأسد، فيما يشارك حوالي 7000 مقاتل من الثوار في المعارك. وأكد اليوسف أن هناك تنسيقاً عالياً بين نظام الأسد و «داعش» وأن لديه معلومات سُرِّبت له عن هذا التنسيق بين الطرفين، وأشار إلى أن هذا التنسيق يتضح على أرض المعارك، حيث تقوم طائرات الأسد بقصف مواقع الجيش الحر التي تتصدى لتنظيم داعش شمال حلب. وأوضح اليوسف أن قوات النظام تشن بالتوازي مع هجوم «داعش» هجوماً ضد الثوار على محور مستشفى الكندي ومخيم حندرات شمال شرق حلب. وتوقع اليوسف أن يتمكن الجيش الحر من صد هجوم داعش والنظام على شمال حلب. وعقد الائتلاف الوطني السوري مؤتمراً صحفياً في إسطنبول أمس حضره رئيس الائتلاف هادي البحرة، ووزير الدفاع المكلف بتسيير أمور وزارة الدفاع محمد نور خلوف، ورئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، تركَّز حول المعارك مع «داعش» وقوات الأسد شمال حلب. وطالب وزير الدفاع خلوف خلال المؤتمر الصحفي بتقديم المؤازرة للجيش الحر بالأسلحة والذخائر، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل الجوي واستخدام الطيران الأمريكي أو أي دولة أخرى لتقديم العون للجيش الحر. وأضاف خلوف «إن وصلت الأسلحة والذخائر هناك تغيير جذري» وقال: «أطمئنكم أن وزارة الدفاع والأركان يعملون على تأمين كافة متطلبات الجيش الحر، جهاز الأركان يملك أفضل الكفاءات العسكرية التي كانت موجودة عند النظام». وأكد خلوف أن «هناك هوة كبيرة بين إمكانيات الجيش الحر وباقي الجهات، لذلك نطالب المجتمع الدولي وبالتحديد أمريكا بتأمين مستلزمات الجيش الحر حتى الضربات الجوية». وقال خلوف إن «الجيش الحر في أرجاء سوريا يتعرض لهجمة من قبل النظام وداعش خصوصاً في دير الزور وحلب، وقام داعش بعد أن سيطر على أسلحة حديثة من معسكرات الجيش العراقي ونقلها إلى سوريا مع أعداد كبيرة من المقاتلين بمهاجمة الجيش الحر ذي التسليح الضعيف وبأسلحته الخفيفة، واستطاعت قوات داعش التقدم في دير الزور وارتكبت مجازر وتقدَّمت في حلب بالتعاون مع النظام وفق اتفاق غير معلن وسري، حيث سهَّل النظام من خلال التمهيد المدفعي والجوي على مواقع الجيش الحر، وقام داعش المزوَّد بأسلحة حديثة بالهجوم على 12 قرية في ريف حلب الشمالي، والآن هناك قصف شديد من داعش والنظام على مارع، والنظام يساعد داعش بتوجيه الضربات الجوية والبرية في حي صلاح الدين والراشدين وحزّان، وتقدمت قوات داعش إلى حندرات وهناك قصف شديد كي يتمكنوا من حصار حلب». وذكر المركز الإعلامي في مدينة سلمية وريفها أن قافلة من الشاحنات يتراوح عددها بين 50 – 60 شاحنة محملة بالقمح، عبرت المنطقة قادمة من مدينة الرقة التي يسيطر عليها «داعش» إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد في محافظة حمص.