قال ناشطون إن القوات الحكومية السورية تقدمت في مدينة حلب ومحيطها أمس الإثنين، في ما بدا أنها محاولة من النظام لمحاصرة الأحياء التي يسيطر عليها الثوار في أكبر مدن الشمال السوري. واعتبرت وكالة «أسوشيتد برس» أنه في حال نجاح هذه المحاولة الحكومية، فإن ذلك سيمثّل أكبر ضربة لمقاتلي المعارضة منذ دخولهم إلى حلب قبل سنتين. ويأتي تقدم النظام في حلب في وقت حقق تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تقدماً مماثلاً على حساب المعارضة انطلاقاً من دير الزور على الحدود العراقية وحتى ريف حلب. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) أمس، إن تعزيزات للنظام -شملت أعضاء في الحرس الجمهوري ومقاتلين من حزب الله اللبناني- وصلت أخيراً إلى حلب. وقال عبدالرحمن وناشط آخر قرب حلب يستخدم كنية «أبو الحسن»، إن القتال أمس كان متركزاً قرب قاعدة عسكرية تُعرف بمدرسة المشاة التي استولى عليها مقاتلو المعارضة قبل سنتين. وقال عبدالرحمن: «الهجوم الأخير لا يعني أن حلب ستسقط. ستكون معركة بالغة الصعوبة». وأوضح أن هدف القوات الحكومية حالياً يبدو محاولة السيطرة على ضاحية حندرات في شمال حلب بهدف تضييق الخناق على المعارضة. وسيطرت القوات الحكومية الأسبوع الماضي على منطقة الشيخ نجار والمنطقة الصناعية فيها، ما سمح لقوات النظام بخنق أجزاء من حلب تقع تحت سيطرة المعارضة. وقال ضابط في القوات الحكومية للتلفزيون السوري إن الجيش النظامي بات الآن يسيطر على الطريق الرئيسي الذي يمر شمال حلب و «قد أغلقنا الحزام بنسبة 80 في المئة إلى الشمال (من حلب)». وقال مراسل التلفزيون السوري إن خبراء المتفجرات كانوا يقومون بتفكيك الألغام التي زرعها مقاتلو المعارضة في المنطقة الصناعية قرب حلب، مشيراً إلى مصادرة كميات ضخمة من السلاح. وتسيطر القوات الحكومية على معظم أرجاء غرب حلب، وهي أغلقت معظم المداخل الجنوبية للمدينة، وتحاول حالياً إغلاق المداخل لجهة الشمال الشرقي، بعدما سيطرت في الساعات الماضية على قريتي كفر الصغير ومقبلة مباشرة إلى الشمال من حلب. وفي حلب أيضاً، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران المروحي ألقى برميلاً متفجراً على منطقة الحلوانية بحي طريق الباب بالقرب من سوق الخضار، كما قُتلت مواطنة وابنتها جراء إلقاء الطيران المروحي صباح أمس برميلاً متفجراً على منطقة بحي قاضي عسكر. وأضاف «المرصد» أن «الطيران الحربي قصف منطقة زيتان (الأربع مفارق) بريف حلب الشمالي ومناطق في بلدة دارة عزة ... فيما جدد الطيران الحربي قصفه مناطق في بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، كما استشهدت مواطنة جراء قصف الدولة الإسلامية بقذائف الهاون مناطق في بلدة اخترين بريف حلب الشمالي». وفي ريف حلب، ذكرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» أن من سمّتها «ميليشيات داعش» أعدمت مواطناً في مدينة الباب بريف حلب أمس، «بتهمة الردّة». وفي محافظة دير الزور (شرق)، أعلن «المرصد» أن «الطيران الحربي نفذ ثلاث غارات على مناطق في حقل الخراطة النفطي في بادية الخريطة»، علماً بأن معظم أرجاء ريف دير الزور بات الآن تحت سيطرة «الدولة الإسلامية». وأعلن «المرصد» أنه «خرجت لليوم الثاني على التوالي تظاهرة في بلدة القورية (بدير الزور) ترفض «البيعة» للدولة الإسلامية وتطالب بعدم دخولها للبلدة، كما خرجت تظاهرة أخرى في بلدة العشارة حملت المطالب نفسها، إضافة إلى أن تظاهرة القورية تضامنت مع مدينة الشحيل -المعقل السابق لجبهة النصرة- وأيدت موقف الشعيطات في بلدات أبو حمام وغرانيج والكشكية بالريف الشرقي لدير الزور، ونادى المتظاهرون في القورية بشعارات «الموت ولا المذلة - سورية حرة حرة وداعش تطلع برا»، فيما ألقى مجهولون بعد منتصف ليلة الأحد الإثنين قنبلة صوتية على المصرف الزراعي في بلدة العشارة، وهو مقر لإحدى الكتائب المقاتلة دون أنباء عن إصابات، في حين قامت الدولة الإسلامية بتفجير ضريح «عكلي» في منطقة البوكمال». وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات دارت ليلة الأحد بين مجموعتين مسلحتين في حي غويران غربي بمدينة الحسكة، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى في صفوف الطرفين». وفي محافظة درعا الجنوبية، أعلن «المرصد» مقتل اثنين من كتائب المعارضة خلال اشتباكات مع قوات النظام. أما في محافظة السويداء، فقد أفاد «المرصد» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الدفاع الوطني مدعمة باللجان الشعبية الموالية للنظام من جهة ومقاتلين من جهة أخرى في محيط قرية ذيبين على الحدود السورية- الأردنية، ما أدى لاستشهاد مقاتل». وفي محافظة ريف دمشق، أعلن «المرصد» وقوع «اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية ومقاتلي الجبهة الإسلامية في مزارع بلدة مسرابا بالغوطة الشرقية»، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من الجبهة الإسلامية». وجاءت هذه الاشتباكات في وقت «قصف الطيران الحربي مناطق في جرود عرسال على الحدود السورية- اللبنانية وجرود مدينة قارة بمنطقة القلمون، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية في مزارع بلدة رنكوس». وقتل أربعة مقاتلين من الكتائب الإسلامية بينهم ملازم أول منشق ومساعد منشق في اشتباكات مع قوات النظام ليل الأحد في مزارع رنكوس. وفي محافظة إدلب، تجدد قصف الطيران الحربي على محيط معسكر الحامدية جنوب مدينة معرة النعمان، فيما أعطبت الكتائب الإسلامية دبابتين لقوات النظام في حاجز الطراف بمحيط معسكر الحامدية، إثر استهدافها بصواريخ، كما ذكر «المرصد» وصفحات أخرى للمعارضة السورية على شبكة الإنترنت.