طالب عددٌ من زعماء العالم، من بينهم الرئيس الأمريكي، والمستشارة الألمانية، أمس بإجراء تحقيق دولي في إسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق شرق أوكرانيا، وعلى متنها 298 شخصاً. فيما تبادلت كييف، وموسكو الاتهامات بشأن هذه المأساة، التي أدت إلى تصعيد التوتر بين روسيا، والغرب. وبينما سعت أوكرانيا إلى حشد الدعم الدولي ضد روسيا، قال مسؤولان أمريكيان: إن واشنطن تشك أن الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية أسقطها صاروخ، أطلقه المتمردون الأوكرانيون المدعومون من موسكو. ولم ينجُ أحد من حادث إسقاط الطائرة، أمس الأول الخميس، فيما تناثر الحطام، والأشلاء لمسافة أميال في مناطق يسيطر عليها المتمردون قرب الحدود مع روسيا. وكانت الرحلة «إم.إتش17» متجهة من أمستردام إلى كوالالمبور. وتأكد وجود أمريكي واحد على متن الطائرة، فيما ثَبُتَ أن أكثر من نصف من قُتِلُوا من هولندا. ويستعد محققون أمريكيون للتوجه إلى أوكرانيا للمساعدة في التحقيق. ودعا مجلس الأمن الدولي إلى إجراء «تحقيق دولي شامل، ومتعمق، ومستقل» في إسقاط الطائرة، و»محاسبة ملائمة» للمسؤولين. وقد أعلن مسؤول أمريكي أمس الجمعة أن أول تقرير استخباراتي أمريكي رجَّح أن يكون انفصاليون أوكرانيون وراء حادثة الطائرة الماليزية التي سقطت أمس الأول شرق أوكرانيا وكانت تحمل على متنها 298 شخصاً، مشيراً إلى أن واشنطن ليست متأكدة من ذلك. وقال المسؤول، طالباً عدم ذكر اسمه، إن "هناك أدلة تثبت أن الموالين للروس أسقطوا الطائرة لكننا لم نستخلص بعد النتيجة النهائية". في السياق نفسه، اعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سامنثا باور، أنه لا يمكن استبعاد قيام روسيا بتقديم مساعدة للانفصاليين في أوكرانيا في إطلاق صاروخ إس.إيه 11 أرض- جو الذي يُرجَّح أن يكون أسقط الطائرة. وقالت لمجلس الأمن أمس "بسبب التعقيدات الفنية للصاروخ إس.إيه -11 فإنه من غيرالمرجح أن يتمكن الانفصاليون من تشغيل النظام بفاعلية دون مساعدة من أفراد على دراية ولذلك فإنه لا يمكننا أن نستبعد تقديم مساعدة فنية من أفراد روس في تشغيل النظام". وطلب مجلس الأمن الدولي إجراء "تحقيق دولي كامل ودقيق ومستقل" حول الطائرة. وشددت الدول ال 15 الأعضاء في المجلس في إعلانٍ صدر بالإجماع على "ضرورة أن تسمح كل الأطراف بوصول الخبراء فوراً إلى مكان تحطم الطائرة للتحقيق حول أسباب هذا الحادث". وطلب مجلس الأمن الدولي أن يجري التحقيق "وفقاً لقواعد الطيران المدني الدولي وتمهيدا لمحاسبة المسؤولين بطريقة مناسبة". من جهته، أعلن رئيس المكتب الإعلامي لمنظمة الصحة العالمية، غريغوري هارتل، أن المتحدث باسم المنظمة، غلين توماس، هو بين ضحايا الكارثة الجوية في أوكرانيا. وأضاف في مؤتمر صحفي في جنيف أن منظمة الصحة العالمية تأسف لفقدان "أحد زملائنا في تحطم طائرة الخطوط الجوية الماليزية.. كان غلين توماس متوجهاً إلى مؤتمر حول الإيدز في أستراليا". وكان غلين طوماس أحد قدامى هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.) وشغوفاً بمسائل "الصحة العامة". وأوضح هارتل أن لا أعضاء آخرين من موظفي الأممالمتحدة بين الضحايا. كما كان المتخصص ذائع الصيت في مكافحة الإيدز، جين لانغ، على متن طائرة الخطوط الجوية الماليزية، كما أعلنت منظمته التي أسسها في أمستردام. وأعلنت المتحدثة باسم المنظمة غير الحكومية "فاونديشن فارم أكسس"، أندريا دو غراف، أن "جين لانغ كان في الطائرة"، وتابعت "أستطيع أن أؤكد ذلك". وتعمل هذه المنظمة في مجال تسهيل الحصول على العلاج للمصابين بالإيدز.