اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس ان الطائرة الماليزية اسقطت بصاروخ اطلق من منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا. وبعد ان وصف الحادثة بأنها «مريعة» شدد أوباما على ضرورة إجراء تحقيق مستقل وشفاف قبل إعطاء رأي في الاسباب الدقيقة للمأساة. واوضح من جهة ثانية ان اميركيا واحدا على الاقل يدعى كوين لوكاس شانسمان كان موجودا على متن الطائرة. وتابع الرئيس الاميركي في مؤتمر صحافي «ما نعرفه اليوم ان صاروخا ارض جو اطلق وهو الذي تسبب بسقوط الطائرة. ونعرف ايضا ان هذا الصاروخ اطلق من منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين» الاوكرانيين الموالين لروسيا. واضاف «من المبكر جدا التكهن بنوايا الذين يمكن ان يكونوا قد اطلقوا الصاروخ» داعيا الى التمهل وعدم استخلاص استنتاجات سريعة. عشرات الجثث منتشرة في حقول قمح بعد سقوط الطائرة الماليزية وقال الرئيس الاميركي ايضا «قتل نحو 300 بريء. رجال ونساء واطفال لا علاقة لهم بالأزمة الاوكرانية. ان هذه المأساة المثيرة للغضب تكشف ان الوقت حان لاقرار الامن والسلام في اوكرانيا»، معربا عن الأسف لأن روسيا «رفضت مرات عديدة اتخاذ قرارات ملموسة» تتيح تخفيف حدة التوتر في أوكرانيا. من ناحية أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الناطق باسمها جلين توماس كان على متن الطائرة المنكوبة. وقال جريجوري هارتل المتحدث باسم المنظمة: إن توماس البالغ من العمر 49 عاماً كان متوجهاً إلى ملبورن في استراليا لحضور المؤتمر الدولي العشرين لمكافحة الإيدز المقرر أن يبدأ غداً الأحد. وأضاف هارتل في تصريحات صحفية أدلى بها في جنيف: إن توماس كان يعمل مع منظمة الصحة العالمية منذ أكثر من عقد من الزمان، وأشار إلى أنه لم يكن هناك موظفين آخرين تابعين للأمم المتحدة على متن الطائرة المنكوبة التي كانت متوجهة من أمستردام إلى كوالالمبور حينما تحطمت أمس الخميس وعلى متنها 298 شخصًا. من جهة أخرى، طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف باجراء تحقيق مستقل بشأن تحطم طائرة الركاب الماليزية شرق اوكرانيا الخميس. وقال لافروف في تصريحات لقناة روسيا 24 إن روسيا سوف تصر على اجراء تحقيق موضوعي وشفاف ومستقل بشأن تحطم الطائرة الماليزية بوينغ777" بحسب وكالة ايتار تاس الروسية. كانت الطائرة الماليزية قد تحطمت شرقي اوكرانيا وقتل جميع ركابها البالغ عددهم 295 راكبا. كانت الطائرة في طريقها من امستردام بهولندا الى كوالامبور . وترددت تقارير عن ان الطائرة سقطت بصاروخ ارض / جو. وتضاربت الانباء حول الجهة المسؤولة عن اطلاق الصاروخ حيث قال انطون جيراشنكو المسؤول بوزارة الداخلية الاوكرانية ان الطائرة الماليزية اسقطت بصاروخ ارض - جو كانت روسيا قد زودت الانفصاليين شرق البلاد به. ونفي زعماء الانفصاليين هذا الاتهام واشاروا الى ان الطائرة اسقطتها القوات الاوكرانية وهو الاتهام الذي نفاه الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو. والى موقع الحادث في حقل قمح قريب من طريق قروي في شرق اوكرانيا يمكن رؤية قطعة من ذيل الطائرة المنكوبة وعليها شعار الخطوط الجوية الماليزية، ومن الجهة الثانية للطريق تراكمت حقائب الركاب وممتلكات شخصية اخرى. وبخطوات بطيئة يتقدم رجال الانقاذ وهم يحملون عصيا مزودة باقمشة بيضاء في رؤوسها لتحديد اماكن الاشلاء البشرية. وغداة الحادث الذي نجم عن صاروخ ارض جو على الارجح، انتشرت قطع الطائرة التي تفتت في الجو كما قال شهود عيان، على مساحة كيلومترات مربعة في منطقة ريفية حول قرية غرابوف شرق اوكرانيا في موقع قريب من الحدود مع روسيا. واثار تحطم طائرة الركاب الماليزية التي كانت تقل 298 شخصا في غرابوف في منطقة دونيتسك استنكار الاسرة الدولية. ودعت الولاياتالمتحدة الى اجراء تحقيق "دون عوائق" في الحادث الذي رجح خبراء اميركيون ان صاروخا تسبب به. وفي مكان الحادث حذر احد مقاتلي الانفصاليين الموالين لروسيا بالقول "ليس منظرا جميلا لرؤيته"، فبين قطع هيكل الطيارة المتناثرة والجثث والاشلاء المنتشرة من الممكن رؤية جثتين معلقتين بحزامي الامان. وليس ذلك فقط بل ان الحطام وصل الى قرية قريبة تبعد عشرة كيلومترات عن مكان تحطم الطائرة، وفق ما نقل سكان. وتحت امطار خفيفة تستعد فرق الانقاذ لانتشال بقايا المسافرين. واصطف اكثر من عشر شاحنات لفرق الاطفاء في هذه المنطقة حول خيمتين نصبتا لتكونا مقر قيادة فرق الانقاذ. وتبدو اغراض هؤلاء الركاب متناثرة في جميع الاماكن من بينها دليل سياحي لشركة لونلي بلانيت يدل على سفر عائلة من اجل السياحة. وفي مكان آخر حقائب او جناح متفحم للطائرة. وفي القرية شهود على الحادث. وقالت كاتيا (62 عاما) "وقع الحادث حوالي الساعة 16,00، سمع دوي ضخم، وحصل اهتزاز وكانه هزة ارضية". واضافت ان قطعة من هيكل الطائرة واحدى عجلاتها سقطت في حقل القمح امام مزرعتها حيث فاحت رائحة الكيروسين، كما طمست معالم الطريق القروي الضيق حيث انتشر الحطام المدمر. وبدورها روت نتاليا (26 عاما) "اختبأت في القبو مع طفلي"، واشار زوجها الكسندر (43 عاما) الى السياج الخشبي المحترق. وقال "احترق كرم العنب ايضا، لقد كان الحظ معنا". حين سمعوا صوت الانفجار الاول كانت الطائرة لا تزال في الجو وفي طريقها للسقوط، وهم الذين بقوا بمنأى عن المعارك الدائرة بين الانفصاليين والقوات الاوكرانية. ولكن مع اقتراب تلك المعارك في الايام الاخيرة من المدن القريبة من الحدود الروسية استطاعوا مشاهدة الطائرات الحربية الاوكرانية. واعربت نتاليا عن حزنها بالقول "هؤلاء المساكين". وتساءلت "تعتقدون انهم يعرفون شيئا عن هذه الحرب في اوكرانيا؟ اذا كنا نحن لا نفهم شيئا". ووصلت اولى قوافل الاغاثة بعد عشرين دقيقة على الحادث ولكن من دون اي امل في ايجاد ناجين. وتظهر عدم قدرة خرطومي مياه على اطفاء الحرائق ضعف رجال الاطفاء المحليين امام كارثة ضخمة بهذا الشكل. وقال احد رجال الاطفاء "على الرؤساء ان يقولوا لنا ما علينا فعله، وسنقوم به". وهبط الليل من دون وضع مولدات كهربائية ولا اضاءة في المكان، فعمد رجال الاطفاء الى اضاءة مصابيح شاحناتهم، فيما لا تزال جثث ضحايا الطائرة الماليزية تنتشر في الحقول. واشار اوليغ، احد المقاتلين الانفصاليين، الى انه عثر على 13 جثة. وقال "لا اعتقد انه بالامكان ايجاد ناجين، لقد كانوا عبارة عن اشلاء". وتابع ردا على اتهامات للانفصاليين باسقاط الطائرة "كيف سقطت الطائرة؟ لا اعرف، نحن مقاتلون ولسنا ارهابيين". وقالت فرق الانقاذ انها عثرت على الصندوقين الاسودين للطائرة، من دون تحديد ما اذا كان الامر يتعلق بجهاز تسجيل محادثات افراد الطاقم او الجهاز الخاص بالمعطيات التقنية للرحلة. واثار سقوط الطائرة الماليزية في شرق اوكرانيا بعد اصابتها بصاروخ ارض جو وفق خبراء اميركيين استنكارا دوليا. ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى تسوية سريعة للازمة في اوكرانيا خلال تقديم تعازيه لرئيس الوزراء الهولندي مارك روته حول تحطم الطائرة الماليزية وكان على متنها 154 هولنديا. كذلك دعت الولاياتالمتحدة الى "وقف فوري لاطلاق النار" للسماح باجراء تحقيق من دون عوائق. وخلال اجتماع عبر الدائرة المغلقة بين مجموعة الاتصال (اوكرانياوروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا) والانفصاليين وافق هؤلاء على ضمان امن المحققين الدوليين للوصول الى مكان الحادث، وفق ما جاء في بيان لمنظمة الامن والتعاون.