كشفت دراسة حديثة أجريت مؤخراً في جامعة الملك خالد، إن مهارات ما وراء المعرفة، تساعد الفرد على تحقيق التعلم بنجاح، مسلطة الضوء على توجيه أنظار القائمين على تخطيط المناهج إلى تضمين المقررات الدراسية أنشطة تحفز التفكير ما وراء المعرفة بدلاً من التركيز على المعرفة فقط. بالإضافة إلى العمل على تنفيذ العمليات المعرفية المناسبة لتحقيق الغرض منها، لتتضمن الضبط لهذه العمليات، والتخطيط لتعلم مهمة ما، ومراقبة عمليات الفهم، وتقييم مدى التقدم نحو تحقيق الهدف، مستهدفة بذلك إلى تقليل الصعوبات التي تواجه المتعلم. جاء ذلك خلال دراسة علمية بعنوان «مستوى التفكير ما وراء المعرفي»، الذي أجري على عينة من طلاب كليات جامعة الملك خالد (فرع بيشة)، قدمها أستاذ علم النفس التربوي في جامعة الملك خالد الدكتور نافذ نايف يعقوب، موضحاً أن التفكير ما وراء المعرفي يجعل المتعلم أكثر إدراكاً لعملياته المعرفية، ما يساعده على التنظيم حتى يصبح تعلمه متقناً. وأضاف «التقدم والتخلف قضيتان ذواتا جذور فكرية، يعبر عنهما بما وصل إليه الفرد في تعلمه وقدراته على التعبير عما تعلمه من معلومات وقيم ومهارات واتجاهات وميول». كما أكد يعقوب، أن الطالب قادر على استخدام قدراته الذهنية في تناول المفاهيم، ومعالجة المعلومات، وتكوين بنيته المعرفية بتوجيه من معلمه بدلاً من تلقيه المعلومة جاهزة من معلمه، واسترجاعها حينما يطلب منه، وهذا يكسبه ثقة في قدراته ويطلق طاقاته الكامنة، مشيراً إلى أن نظريات التعلم المعرفية سعت إلى الانتقال بالتعلم من الحفظ والاستظهار إلى الفهم والإبداع من خلال استخدام الاستراتيجيات المعرفية. متناولة بذلك الدراسة موضوعاً حيوياً يتفق مع الاتجاهات العالمية للاهتمام بتنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفة، ويتماشى مع التوجيهات المحلية في وزارة التربية والتعليم في السعودية، بالإضافة إلى الاهتمام بمهارات التفكير العليا، التي أصبحت أحد الأهداف التي تشغل التربويين لأهميتها في تنمية جوانب شخصية المتعلم في جميع مجالاتها. وفي ضوء النتائج، التي أظهرت وجود فروق دالة إحصائياً في بعد تنظيم المعرفة يعزى إلى التخصص الدراسي، ولصالح التخصصات العلمية، أوصت الدراسة التي تسهم في تنمية التدريب على استخدام هذا المستوى من التفكير ما وراء المعرفة لما له من أثر إيجابي في التحصيل الأكاديمي، وبالاستفادة من هذا المستوى المرتفع من التفكير لدى الطلاب، بالإضافة إلى تكليفهم بنشاطات منهجية واللامنهجية مصممة لهذا الغرض، مشددة على الاهتمام باستراتيجيات التفكير ما وراء المعرفي وتدريسها في المناهج المدرسية. كما أوصت الدراسة، بإعداد برامج تسعى إلى تنمية التفكير ما وراء المعرفي، والاستفادة منها في التوافق الاجتماعي والنفسي والأكاديمي، بالإضافة إلى تدريب المعلمين بصورة مكثفة ومستمرة قبل الخدمة وفي أثنائها على أساليب هذا التفكير لاستخدامها في غرفة الصف. وأخيراً أوصت الدراسة بتوفير برامج تدريبية تمكن الطلاب من امتلاك مهارات الحوار وضبط الانفعالات ما يساعد على امتلاك أبعاد التفكير ما وراء المعرفي. يذكر أن عينة الدراسة تكونت من (150) طالباً تم اختيارهم بطريقة عشوائية، مستخدماً بذلك الباحث الصورة المعربة من مقياس التفكير ما وراء المعرفي لكل من: (شراو) و(دينسون).