دعت باحثة سعودية إلى تعليم التفكير لجميع الطلبة وإثراء المنهج المدرسي بمهارات التفكير وجعله جانباً مهما من جوانب تطوير عملية التعليم, والذي يعتبر احد البرامج المبتكرة حديثاً ويهدف إلى تنمية المهارات العقلية. وقالت الباحثة الجوهرة بنت فهد الجبيلة في بحثها الذي نالت عنه شهادة الدكتوراه ان معرفة المعلم بخصائص ذي الأسلوب المعرفي (التروي والاندفاع) تقوده إلى أهمية تدريب التلاميذ على التروي عند تعاملهم مع المعلومات وعلى التعرف على العلاقات والربط بينهما واستخلاص بدائل الحلول كي يعزز لديهم اسلوبا معرفيا مرغوبا فيه. واشارت الى ان من مميزات هذا البرنامج تعليم المواهب الخمس وهي التفكير المنتج والتواصل والتخطيط والتنبؤ وصنع القرار بالاضافة إلى الموهبة الأكاديمية لأهميتها لدى الطالب, كما ان ورش تدريب المعلمين للمواهب تتيح لهم فرصة دمج ما وراء المعرفة في الأنشطة , وبينت ان تنفيذ برنامج المواهب غير المحدودة لا يحتاج إلى أدوات معينة كاستخدام التكنولوجيا بل يحتاج إلى التفاعل والدافعية. وأوردت الباحثة في بحثها أن أسلوب حل المشكلات يهدف إلى إفساح المجال أمام الطلبة للتفكير بحرية وزمام المبادرة لاتخاذ القرارات المتعلقة بحل المشكلات وامتلاك الطالب لهذه المهارة في المدرسة يسهل عليه اتخاذ القرارات في حياته العملية. وذكرت بأن الدراسات العربية اهتمت بفاعلية برامج التفكير جميعها دراسات حديثة حتى هذا الوقت مما يوضح الاهتمام ببرامج تعليم التفكير في البيئة العربية عموماً والسعودية خاصة. وقامت الباحثة بوضع بعض الشروط والضوابط عند إعداد وتقديم أنشطة برنامج المواهب غير المحدودة منها: ان تتفق أنشطة البرنامج للمهارات الخمس وخصائص النمو الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي, وضرورة ان تكون المشكلات التي تعرض على التلاميذ مرتبطة بحياتهم حتى يتمكنوا من التركيز على افتراض الحلول في المستقبل وكلما كانت أكثر إثراء وإثارة كانت أكثر تفاعلا معها, كما ان تدريب التلاميذ على استخدام أكثر من أسلوب في حل المشكلات وعدم اقتصاره على أسلوب واحد محدد شيء مهم , وتحفيز التلميذات على ابتكار أفكار جديدة, كذلك لا بد على المعلم بالتفكير الجهري امام التلاميذ كلما تم اتخاذ القرار حول مشكلة ما, وإرشاد التلاميذ إلى الاهتمام بسماع التعليقات والاقتراحات حول الموضوع, واحترام أفكار كل تلميذ واستقلاله الفكري, كما ان طرح المعلم أسئلة مثيرة للتفكير تجعلهم أكثر اثارة والبحث عن الحل لها, كذلك تحفيز التلاميذ على اتخاذ قرارات مستقلة فيما يتعلق ببعض المشكلات المتضمنة في الانشطة ولا بد ان يعرف التلميذ كيف يبحث عن الأفكار والمعلومات من خلال مصادر التعلم المتوفرة. وقد تضمن البحث أربعين جلسة احتوت على المهارات التي اتخذتها الباحثة في هذا البرنامج وجلسات للمناقشات التي دارت بين التلميذات على مهارة التفكير المنتج الذي ظهر فيه مهارات الطالبات في التفكير قد دربت وتم تنميتها لذا نجد ان برنامج المواهب غير المحدودة له فاعليته في تنمية أسلوب التروي والاندفاع المعرفي لدى التلميذات. وخرجت الباحثة من هذه الدراسة والتي نالت على أثرها درجة الدكتوراه في التربية وعلم النفس بعدة توصيات أبرزها ان تراعي المعلمة كلما أمكن ان يكون عرض موضوعات المواد الدراسية في صورة مشكلات وتكون واضحة في أذهان الطالبات كي يألفن على وضع الخطط وحلها لحل ما يواجهن في حياتهن, وان تستثمر المعلمة الناجحة المواقف الحياتية من اجل توظيفها في عمليات التخطيط من جانب التلميذة, كما شددت على أهمية تحديد الاساتذة وخبراء المناهج برنامج التفكير وفقا لطبيعة المرحلة العقلية التي يمر بها الطفل, وإدخال مساق طرق تدريس التفكير بجزئية المبتدئ والمتقدم مع وجود ورش عمل في برنامج إعداد المعلمين, وتعزيز الأساليب المعرفية المعينة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية لأنها مرحلة يتقبل فيها التلميذ نفسياً هذه الأمور, كما ان هذا النوع من التعليم يحتاج إلى معلمين كفؤ لتدريبهم لممارسة هذا النوع من التفكير, ومساعدة التلميذة على تنمية تفكيرها المحسوس إلى شبه المجرد من خلال الانشطة والمواقف الاجتماعية والتعليمية المناسبة, وتشجيع التلميذة على التعلم من خلال خبراتها الخاصة أكثر من خبرات الآخرين.