يستاء بعض المتابعين للشأن الثقافي من الجهات المسؤولة عن الثقافة في مواسم الإجازات. فبينما تحتفل الأمانة ببرنامج حافل على مساحات شاسعة ومتفرقة في المنطقة الشرقية، نجد بأن مسؤولي القطاعات الثقافية في المنطقة ينزوون بعيداً، وكأنهم حصلوا على إجازة. ويتساءل بعضنا: لماذا لا يشارك أدبي المنطقة الشرقية، ومسرح جمعية الثقافة والفنون، في التواصل مع الجهات التي تهتم بالفعاليات الترفيهية في العيد، وكذلك في المهرجانات غير الرسمية، ولماذا نجد القائمين على الفعاليات الثقافية يغلقون أبوابهم مثل المدارس، والقطاعات الحكومية، متجاهلين أهمية الاندماج مع المجتمع، بينما يتحدثون عن العزلة وعزوف الناس عن المشاركة في الفعاليات الثقافية؟ وإذا نظرنا إلى دول خليج قريبة، سنجد أن مسؤولي الثقافة هناك قاموا بزرع خلاياهم في وسط المجتمع، واستعانوا بفئات شبابية من المجتمع نفسه، لتحاول إدماج الفكر والأدب في المجمعات التجارية. ولعل أقربها إلينا البحرين، في تجاربها مع المجمعات التجارية، كذلك التجربة الإماراتية في المهرجانات السينمائية، حينما جعلت المجمعات التجارية جزءاً من المهرجانات، من خلال إقامة الندوات، وبهذه الطريقة استطاعت التقريب بين النخبة والجمهور. وقد نتلمس في تجربة القطاع الخاص، أو الحكومي، في المملكة، بدايات للدخول مع الأدباء والشعراء والفنانين في شراكة لإقامة معارض لهم ضمن مهرجاناتهم، فتجد معرضاً للفوتوغرافيين، وآخر للتشكيليين، وتجد خيمة ثقافية يزدحم الحضور فيها حول الشعراء والأدباء، فنتساءل لماذا لا يعزف الجمهور عن حضور تلك الفعاليات في هذه المناسبات، ويعزف عنها عندما تقام في مقرات الأندية الأدبية، ولماذا تقوم تلك القطاعات بالتنسيق المباشر بينها وبين الفنان، أو الأديب، بعيداً عن المؤسسة الرسمية. أين الأندية الأدبية التي تنفق ميزانياتها في مهرجانات لا يحضرها غير بعض النخب الثقافية؟