كلنا عندما نغمض أعيننا ذات طموح نجدنا في قمة ما تصبو إليها أنفسنا. جميعنا متساوون في ذلك، جميعنا يرى القمة قد خُلقت له وهو الأجدر والأحق بها! لكن نحن نتفاوت في السعي، نتفاوت في الرضا والقبول، نتفاوت في التعايش مع ما قُدر لنا. تجد هناك من يتمكن منه اليأس بسرعة فيرضى مجبراً على وضع لم يعحبه «سواءً في عمله أو دراسته» ويقتل طموحه بيديه زعماً بأن الحظ لم يكن يوماً حليفاً له. نسي أن أديسون قد احتاج ل 999 تجربة حتى يخترع اختراعه العظيم الذي خدم البشرية، ولم يتذرع هذا العالم بالحظ حتى يفتح بوابة اليأس إلى نفسه. أم لم يعلم بأن الداعية الإسلامي الكبير الشيخ أحمد ديدات الذي هزّ الغرب المسيحي كله قد كان يعمل في دكان صغير ويقابل النصرانيين الذين استفزوا العملاق الذي بداخله بالتهجم على دين الإسلام مما دعاه للقراءة والبحث والكثير الكثير من الجهد حتى أصبح رجلاً أشهر من نارٍ على علم! وإن لم يتذكر هذا اليائس ولم يعلم ألا يجيد فقط تأمل طفلٍ يحاول الوقوف على قدميه، كم مرة سقط حتى أجاد الاتزان وكم من مرة اختل توازنه حتى تمكن من السير؟! طريق القمة الذي نجده في أحلامنا لن يخرج من كونه حلماً هكذا! وإن بدأنا لن يكون الطريق سهلاً ميسوراً مفروشاً بالأزهار والرياحين. لا بد من صراع مرير مع الفشل وتجرّع كم من الخسارات، وما الحظ إلا مجموع من الاستعدادات توافقت مع فرصةٍ مواتية. وصدق القائل: لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا