ماذا دهاك يا رجل أيعقل أن أحدنا سيصنع؟! يخترع ؟! يبتكر ؟! تناثرت قهقهاته و اعتلت المكان تلا ذلك تضجر من الآخر و حزن شديد ،لملم أفكاره و إبداعه و أودعه شرفات العقل ادخاراً !! مواقف كثيرة نشاهد فيها تلك الفئة التي لا تشجع الإبداع و تكره التميز و تحبط أي فكر يدعو إليهما .. أليس هذا هو الحال ؟؟ نظرات سخرية طالت الكثيرين من المبدعين الذين يحملون في دواخلهم طاقاتٍ هائلة و لكنها دُفنت .. توارت تحت ثرى العقول نعم تلاشت ، وأصبحت سراباً و ضرباً من الخيال تبخرت أحلامهم أمام أعينهم تناثرت آمالهم و توارت عن الحياة نعم هي كذلك ارتطمت بشواطئ ((التحطيم)) و تفتت على جدران أنك لا تستطيع !! فبدلاً من أن يجد المبدع مكاناً يحتضنه و ينمي ما لديه من أفكار مميزة يجد سخريةً و كلماتٍ هدامة تسكنه لفترات طويلة ،وقليلٌ هم من يتجاوزون تلك الحالة والمرحلة و يصرون على ما في نفوسهم و يبدعون.. أولئك هم أصحاب النفس الطموحة التي لا تكاد تتعثر قليلاً حتى تنتشي مجدداً و تمتطي صهوة الأمل و التفاؤل مفعمة بكل جوانب اللا يأس فلا حياة بلا مصاعب و لا نجاح إلا بارتقاء كل العقبات والعثرات التي قد تصنعُ منا أنموذجاً يحتذى و سأضرب لكم مثلا يعرفه الكثير منا لكن غابت أو جٌهلت فوائده من قبل الكثير حولنا .. (توماس أديسون) انظروا إلى قصة هذا الرجل فقبل اختراعه للمصباح الكهربائي قد حاول أكثر من 999 محاولة لهذا الاختراع العظيم ولم يسمها محاولات فاشلة بل أسماها تجارب لم تنجح .. ولنا هنا أن نتعلم من هذا المخترع الصبر والثقة بالنفس والتفاؤل. ويقول أيضاً: تعلمت 999 طريقة خطأ لصنع المصباح و لم يقل طرق فاشلة !! ويقال أنه حين أخبر توماس أديسون مكتب براءات الاختراع في واشنطن أنه يعمل على اختراع مصباح يعمل بالكهرباء نصحه المكتب بعدم الاستمرار في مشروع كهذا وكتبوا له خطاباً جاء فيه :»إنها بصراحة فكرة حمقاء حيث يكتفي الناس عادة بضوء الشمس» فرد بخطاب قال فيه» ستقفون يوماً لتسديد فواتير الكهرباء» انظروا ماذا كان رد المكتب فربما لو سمع كلماتهم التحطيمية لما تمتعنا بالكهرباء حتى اليوم ولكن إصراره على ما في نفسه من أمل و تفاؤل و ثقته بما في داخله من أفكار جعلاه يكمل ما بدأه و يحاول و يحاول حتى انتصر و نال مُراده و أنار لنا الدنيا . إذاً فحريٌ بنا أن نُلقي (( لا أستطيع ،لا يمكنني ، صعب ، مستحيل ،كيف؟! ... الخ )) من سلسلة الكلمات الهدامة التي لا تغني و لا تسمن من قاموس عقولنا و إحلالها بكلماتٍ تزيدُ حماستنا ونشاطنا (( أستطيع ، بإمكاني ، ما الصعب في ذلك ؟؟ )) و بذلك تدفع من عجلة إصرارنا و تزيد من تميزنا فلا نكن إمعة نسير كما يريدونا أن نسير حتى لو اصطدمنا بجدار التحطيم و عقبات التفتيت و التي لا محالة موجودة!! و لا نكن مثل أولئك القوم الذين قالوا (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) يجب علينا أن نوطن أنفسنا و نكن نحن و ليس هم !!و أن نجعل من الأمل و التفاؤل منهاجاً نُسير به حياتنا أخيراً سأترككم مع هذه الكلمات التي اقتبستها لكم من إحدى المقالات التي رآقني ما جاء فيها فأحببت أن تشاركوني روعتها : «أشعل قنديل طموحك ليس بيدك وحسب ؛ بل بصميم ضميرك ، وتجول في ذاك الكهف ، وواجه من الصعاب ما شئت وما يفتك بعقلك ويضمى قلبك ، لا عجب إن انهمرت وابل الدموع ، بل أصر وأصبر وكافح ، حتى الرمق الأخير فليس هناك ما يأتي بالسهل . ولا تجعل سعادة اليأس تنتصر عليك , لتجتاح براثنها قصور لأماني وطموحات شيدت منذ نعومة أظافرك ، لتعلن النصر وتطفي فتيل ذاك القنديل صاحب اللمعة الدافئة ، صدقني ستصل بعد توفيق الكريم - سبحانه وتعالى - ستصل منتصرًا محققًا كل ما طمحت إليه .» دمتم بسعادة لا تفارق محياكم حمزة عمر دخان -جدة