ارتبطت الأحياء العشوائية بالجرائم بمختلف أنواعها، كونها بيئة مهيئة لإنتاج وتدريب المجرمين وانتشار الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة وملاذاً لمخالفي أنظمة الإقامة والخارجين عن القانون والمتاجرين بالمخدرات والمسكرات وأصبحت نقطة جذب لمن يبحث عن الرذيلة والفساد لصعوبة وصول الجهات الأمنية لها بسبب ضيق شوارعها. سرقة الحقائب يقول بدر من سكان حي الجامعة في جدة :» في كل مرة نسمع أنه سيتم إزالة للعشوائيات، ولكن للأسف لا نرى أي تعديل، حيث يسيطر المخالفون لنظام الإقامة في الحي على سكانه بمشكلاتهم، بحيث أصبح من الصعب تجوال النساء بعد صلاة المغرب خوفاً من تعرضهن لسرقة الحقائب، هذا بالإضافة إلى الخوف من سرقة المنازل.» سرقة واستغلال ويضيف أبو عدنان أحد سكان الحي:» وصلت جرأة العمالة الوافدة في حي الجامعة إلى السطو على البيوت، حيث لدي في منزلي مجلس دائم مفتوح للاستقبال وغافلنا أحد الوافدين من الجنسية الإفريقية وقام بالدخول أثناء استسلامي للنوم وسرق المحفظة والجوال من ثوبي، وبعد يومين قام بالاتصال بي بعد توصله لرقمي من أوراقي الخاصة في المحفظة، وقال لي إن كنت تريد بطاقاتك وأوراقك سأسلمك لها مقابل 1000 ريال وسنتفق على مكان وتأتي بمفردك، وافقت لحاجتي لأوراقي الخاصة وعندما ذهبت للمكان المتفق عليه، أخذ المبلغ وفر سريعاً دون أن يعطيني المحفظة لاستغلالي أكثر من مرة وبالفعل عاود الاتصال بي مرة أخرى وطلب مني نفس الشيء وافقت ولكني اتفقت مع مجموعة من أصدقائي ليحيطوا بالمكان، وعند وصولي أخذ المبلغ وعندما أراد الهروب أمسكنا به واكتشفنا أنه تابع لعصابة كبيرة تعتمد نفس الخطة ومكانهم الرئيس يعرف ب (سوق الصوماليين).» نظام البصمة وأكد عمدة حي الجامعة أحمد الصمداني أنه لا توجد في الحي جرائم كبيرة ترتقى لأن تكون ظاهرة، مشيراً إلى أن أغلبها «مشاجرات» بين الشباب، مبيناً أن كل ما يحتاجه الحي هو الترتيب والتنظيم للشوارع والبيوت وهذا سيتم تدريجياً. وقال: «لا ننكر أن معدل الجريمة خف في جميع الأحياء العشوائية بعد تطبيق نظام البصمة من الجوازات.» البيوت الشعبية وأضاف الصمداني:» تكثر العمالة الوافدة في حي الجامعة لرخص البيوت الشعبية فيها وكثرتها لذلك فبمجرد إزالة لهذه البيوت وتنظيم لشوارع الحي سوف تنتهي جميع المخالفات في الحي، وذكر أن أغلب سكان الحي غير متعلمين لا يفهمون قواعد الأنظمة وهذا ما يساعد على وقوع المخالفات، ولكن لا أنكر بوجود سكان متعاونين مع الجهات الأمنية يقدمون البلاغات في حال وقوع أي مخالفة. الجهات المختصة ويقول سلطان أحد السكان :» للأسف الجهات المختصة تعمل على مداهمة الباعة الذين يبحثون عن الرزق الحلال وتتجاهل من يمتهن السرقة والخطف وبيع المخدرات، أنا لا أؤيد هؤلاء الباعة، ولكن التركيز عليهم وتجاهل أصحاب السوابق والسرقات هو الأقوى ضرراً على المجتمع . بيع المسكرات ويضيف المواطن عبدالعزيز:» يؤسفني أن يكون مشهورا بين أهالي جدة أن هناك حياً لبيع المسكرات والممنوعات، وكل من يبحث عن هذا يلجأ إلى حي غليل وهذا معروف منذ سنين، ولكن للأسف الجهات المختصة مازالت تماطل في إيجاد حل جذري للإيقاف من جرائم الوافدين في العشوائيات.» وأضاف :» إن المسؤولية لا تقع على عاتق المسؤولين فقط، بل لابد من تكاتف السكان في هذه الأحياء لإبلاغ المختصين بجميع ما يحدث فور حدوثه دون خوف وتردد كمحاولة لتعاون الجميع ضد العمالة المخالفة. ويشاركه الرأي المواطن ممدوح:» للأسف حي غليل وحي الكندرة وغيره اشتهرت بأنها أحياء تنتج المجرمين وتدربهم على فعل الجرائم ثم بعد ذلك تقوم بتوزيعهم على جميع أحياء جدة، لذلك لا بد من أخذ الإجراء الحازم للقضاء على رؤوس العصابات في هذه الأحياء . ضيق الشوارع ويبين عمدة حي غليل علي الغامدي قائلاً :» إن مشكلاتنا في الحي تكمن في ضيق الشوارع ونسبة الجرائم ليست بالكبيرة فهي جرائم طبيعية كوننا في حارة شعبية بيوت ساكنيها ملتصقة ببعضها البعض، ولا بد من حدوث منازعات يكون سببها مواقف السيارات أو الصرف الصحي» وأضاف الغامدي:» ضعف الخدمات في حي غليل ساعد على صعوبة وصول الجهات الأمنية للحي بسبب ضيق الشوارع . بيع المخدرات وأكد الغامدي أن أبرز جرائم الحي هي بيع المخدرات من قبل مجهولي الهوية، وأحياناً من سعوديين عاطلين وصفهم (بالهاملين) وقال: «للأسف عندما يتكاتف سعودي (هامل) مع أجنبي مجهول الهوية ينتج عن ذلك بيع مسكرات وخمور في الحين ولكن بعد تطبيق نظام البصمة خفت الجرائم، حيث كان سابقاً يرحل المخالف ولكن بعد ذلك يعود لممارسة المخالفات وهذا أمر غير مستغرب، حيث إنه مخالف يتساهل في السرقة وبيع المسكرات لذلك البصمة حدَّت من ذلك كثير.» فتيات ليل ويروي شاب رفض ذكر اسمه قائلاً :» يوجد في الأحياء العشوائية مثل غليل وحي السبيل فتيات ليل من جنسيات إفريقية، حيث اعتاد في ذلك الحي وقوف سيارات الشباب بعد الساعة 11 ليلاً لإصطحاب الفتيات .ويقول ثامر:« هناك بقالات في حارات الأحياء العشوائية تبيع سجائر منفردة للأطفال صغار السن السيجارة الواحدة بريال لأنها تعلم أن الطفل نادراً مايمتلك أكثر من ريال في هذه الأحياء لذلك توفر له فرصة التدخين». وتضيف أم أحمد: « البقالات الآسيوية في الأحياء العشوائية تبيع الأعشاب والعقاقير الممنوعة، وللأسف تجد إقبالا كبيرا من النساء غير الواعيات بخطورة استعمالها مثلاً عقار للتخسيس وعقار للإجهاض لا يعلم عنها أحد من المسؤولين. حملات مشتركة وأوضح المتحدث الرسمي لجوازات جدة المقدم محمد الحسيني أن الجوازات دائماً ما تقوم بحملات مشتركة مع الدوائر الحكومية وحملات منفردة في الأحياء العشوائية أو خلافها من الأحياء التي يقطنها مخالفو نظام الإقامة مبيناً أنهم يقومون برصد المخالفين سواء عن طريق تفتيش المنازل أو تمشيط الشوارع والميادين والأماكن التي يكثر فيها المخالفون وأضاف» بعد أن تتوافر لدى الجوازات معلومات بوجود منازل تحتاج إلى تفتيش يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وأخذ الأذن لتفتيش تلك المنازل ومن ثم يتم مداهمتها، لذلك هناك ثلاثة خطوط تلخص دور الجوازات في تلك الأحياء، إما عن طريق حملات مزدوجة مع جهات حكومية أخرى أو حملات تفتيش المنازل أو حملات دوريات الجوازات .» تفتيش المنازل وقال المقدم محمد الحسيني:» لدى الجوازات جهة مختصة في تفتيش المنازل في الأحياء العشوائية، ونتمنى من جميع المواطنين التعاون في الإبلاغ عن أي مخالفات تخص الجوازات على الرقم الموحد 999. وأضاف :» في حال وجود أي شخص مخالف لنظام الجوازات سيتم أخذ جميع خصائصه الحيوية لمعرفة ما إذا كان مطالبا في قضية للجهة الحكومية الطالبة له .» المواقع المشبوهة ويقول المتحدث الرسمي لشرطة جدة العقيد مسفر الجعيد :» هناك حملات أمنية مستمرة نقوم بها على الأحياء العشوائية، وبالنسبة للقضايا الجنائية توجد دوريات تابعة للبحث الجنائي تمر على هذه الأحياء وترصد المعلومات وعلى ضوء هذه المعلومات تتم الحملات على المواقع المشبوهة، ومنها تم مداهمة مصانع للمسكرات وأماكن للدعارة والأشياء الممنوعة نظاماً منها الغش التجاري واحتيال على الأنظمة، إضافة إلى جهودنا في منع الجريمة قبل وقوعها عن طريق الدوريات الأمنية الموجودة في الأحياء العشوائية التي تسعى إلى منع حدوث الجرائم ومحاولة لمتابعة الحالة الأمنية وتوقيف الأشخاص المشتبه فيهم والتأكد من سياراتهم وهوياتهم، وأضاف الجعيد :» هناك تعاون كبير بين السكان في الأحياء العشوائية والشرطة في حال ملاحظة أي مخالفات، أو أماكن مشتبه فيها يتم إبلاغنا على الفور، وغالبية الأشخاص الذين تم إمساكهم في مصانع المسكرات وأماكن الدعارة هم أجانب من جنسيات مختلفة.» جانب من المناطق العشوائية في جدة