مع اقتراب موسم الامتحانات المدرسية، يزداد في كل عام الإقبال على الدروس الخصوصية التي باتت منتشرة بشكل ملحوظ بين الطلاب الذين لا يستطيعون النجاح دونها، ما فتح شهية الاستغلال من قبل بعض المعلمين الذين يتسابقون على تقديم الدروس الخصوصية لتمتلئ جيوبهم وأجندة مواعيدهم بأسماء الطلاب الذين يثقلون على جيوب أسرهم، التي لا تجد مفراً من الاستجابة أمام تراجع تحصيل أبنائها في المدرسة. وأوضح مدير إدارة التوجيه والإرشاد في تعليم المنطقة الشرقية، الدكتور عبدالله الهدباء، ل «الشرق»، أن وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة للقضاء على انتشار الدروس الخصوصية من قبل بعض المعلمين النفعيين، واستغلالهم لجيوب أولياء الأمور والطلاب، بحجة مزيد من التحصيل العلمي والدرجات، من خلال شروعها في منح إدارات مدارسها صلاحية افتتاح مراكز الخدمات التربوية، و»برنامج التقوية المسائي» للمرحلتين المتوسطة والثانوية في المواد كافة، والرامية إلى مساعدة الطلاب المتأخرين دراسياً، أو الطلاب الراغبين في رفع مستواهم التحصيلي، وتحقيق توافقهم الذاتي والاجتماعي، وبرسوم مالية ميسرة، بحيث يتم التنسيق بين مدارس الحي لاستقطاب الطلاب المحتاجين للتقوية. وأشار الهدباء إلى أن عدد مراكز الخدمات التربوية التي تم افتتاحها لهذا العام بلغت قرابة 29 مركزاً منتشرة في عدد من مدن ومحافظات المنطقة للمرحلة المتوسطة والثانوية. وأضاف أن ذلك يأتي برسوم رمزية محددة من قبل اللائحة التنظيمية الصادرة من الوزارة بهذا الخصوص، وهي 200 ريال للمادة في المرحلة الثانوية، و150 ريالاً للمادة في المرحلة المتوسطة، وتكون الدراسة بواقع أربعة أسابيع للفترة الواحدة في كل فصل دراسي بالفترة المسائية، وبمعدل 12 حصة خلال الفترة الواحدة، بمعدل ثلاث حصص في الأسبوع، ومدة كل حصة ساعة يقدمها معلمون متخصصون في كل مادة، مع وجود المرشد الطلابي، ومدير المدرسة. وحول أسباب عدم استيعاب بعض الطلاب للمادة أثناء الحصة الدراسية، أشار إلى كثافة الطلاب في بعض الفصول، الذين يتجاوز عددهم الثلاثين طالباً، مما يعيق فهم بعضهم لشرح المادة، خصوصاً أن الحصة موزعة ما بين الشرح والكتابة والتصحيح، فضلاً عن ضعف استيعاب بعض الطلاب للمادة وشرح معلميهم. ولفت الهدباء إلى الجهود التي تبذلها إمارة المنطقة الشرقية للحد من ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية، من خلال توجيهها للإدارات الحكومية المختصة بمنع وإزالة الملصقات الترويجية للدروس الخصوصية المنتشرة بالقرب من المراكز التجارية والمدارس، لافتاً إلى أنه في حالة اكتشاف معلمين يتبعون تعليم المنطقة، ويقدمون الدروس الخصوصية، تتم إحالتهم للتحقيق، واتخاذ الإجراء النظامي ضدهم، مشيراً إلى أن تعليم المنطقة يصدر سنوياً تعميماً يستهدف المدارس الأهلية، ويتضمن توجيه معلميهم بمنع تقديم الدروس الخصوصية بتاتاً، وأن من يخالف ذلك تتخذ في حقه العقوبة النظامية. من جهته، حذر مدير إدارة الإعلام التربوي في تعليم المنطقة الشرقية، خالد الحماد، أولياء الأمور والطلاب والطالبات من نتائج اللجوء إلى مدرسين خصوصيين، خصوصاً أن بعضهم غير مؤهلين، ولا يفقهون شيئاً في مجال التعليم، مضيفاً أن الأسرة عليها مسؤولية كبيرة حيال هذه القضية لاعتمادهم على المعلم الخصوصي، وعدم متابعة أبنائهم طيلة العام الدراسي مع المدرسة وفي المنزل، ما يحدوهم لردم تلك الفجوة بجلب معلمي الدروس الخصوصية. وعزا عدد من الطلاب التقتهم «الشرق»، وفضلوا عدم ذكر أسمائهم، الأسباب الحقيقية التي تحدوهم للجوء إلى الدروس الخصوصية، خصوصاً عند قرب الامتحانات، إلى صعوبة المواد العلمية، وعدم فهم شرح المعلم في فترة الدارسة، فضلاً عن انشغال أذهانهم طيلة العام بمتابعة «واتساب»، و»فيسبوك»، كذلك متابعتهم للفضائيات، وخصوصاً الرياضية منها، كل ذلك نشأ عنه ضعف دراسي يحتاج إلى مساندة عن طريق الدروس الخصوصية التي أصبحت محط استغلال، فسعر المادة الواحدة مثل الرياضيات قد يصل عند اقتراب الامتحانات إلى ما بين 500 إلى 1000 ريال، وهم مجبرون على القبول، كونها تؤثر تأثيراً كبيراً في المعدل، وتحتاج لدراسة جيدة.