الدمام – صالح الأحمد وزارة التربية تقوّي طلابها ببرنامج مسائي يزيد إقبال الطلاب على الدروس الخصوصية خلال فترة الاختبارات، ما فتح شهية الاستغلال من قبل بعض المعلمين الذين يتسابقون على تقديم الدروس الخصوصية لتمتلئ أجندة مواعيدهم بأسماء الطلاب الذين يثقلون جيوب أسرهم، في حين لا تجد الأسر مفراً، خاصة مع تراجع تحصيل أبنائهم الدراسي. مجبورون على القبول وعزا عدد من الطلاب، الأسباب الحقيقية التي تلجِئهم للدروس الخصوصية عند قرب الامتحانات، إلى صعوبة المواد العلمية وعدم فهم شرح المعلم فترة الدراسة، واعترفوا بانشغال أذهانهم طيلة العام بمتابعة الواتسب، والفيسبوك، كذلك متابعتهم الفضائيات وخصوصاً الرياضية منها، كل ذلك نشأ عنه ضعف دراسي يحتاج إلى مساندة عن طريق الدروس الخصوصية التي أصبحت محط استغلال، وأشار أحد الطلاب إلى أن سعر الدرس الخصوصي لمادة الرياضيات يصل عند اقتراب الامتحانات إلى ألف ريال، مبينا أن الطلاب مجبورون على القبول بهذه الأسعار، كون الدروس تؤثر في معدلاتهم. برنامج التقوية المسائي د. عبدالله الهدباء وأوضح مدير إدارة التوجيه والإرشاد في تعليم المنطقة الشرقية الدكتور عبدالله الهدباء، أن وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة للقضاء على انتشار الدروس الخصوصية من قبل بعض المعلمين النفعيين واستغلالهم لجيوب أولياء الأمور والطلاب، بحجة مزيد من التحصيل العلمي والدرجات للطلاب، وذلك من خلال شروعها في منح إدارات مدارسها صلاحية افتتاح مراكز الخدمات التربوية، «برنامج التقوية المسائي» للمرحلتين المتوسطة والثانوية في كافة المواد، والرامية إلى مساعدة الطلاب المتأخرين دراسياً، أو الطلاب الراغبين في رفع مستواهم التحصيلي، وتحقيق توافقهم الذاتي والاجتماعي وبرسوم مالية ميسرة، بحيث يتم التنسيق بين مدارس الحي لاستقطاب الطلاب المحتاجين للتقوية. وأشار الهدباء، إلى أن عدد المراكز التربوية التي تم افتتاحها لهذا العام بلغت قرابة خمسة وخمسين مركزاً منتشرة في عدد من مدن ومحافظات المنطقة للمرحلة المتوسطة والثانوية، وأضاف أن ذلك يأتي برسوم رمزية محددة من قبل اللائحة التنظيمية الصادرة من الوزارة بهذا الخصوص وهي 200 ريال للمادة في المرحلة الثانوية، و150 ريالاً للمادة في المرحلة المتوسطة، وأضاف تكون الدراسة بواقع أربعة أسابيع في كل فصل دراسي في الفترة المسائية وبمعدل 12 حصة خلال الفترة الواحدة بمعدل ثلاث حصص في الأسبوع مدة كل حصة ساعة، يقدمها معلمون متخصصون في كل مادة مع وجود المرشد الطلابي ومدير المدرسة. كثافة الطلاب وحول أسباب عدم استيعاب بعض الطلاب للمادة أثناء الحصة خلال اليوم الدراسي، أشار الهدباء، لعدة نقاط يأتي في مقدمتها كثافة الطلاب في بعض الفصول والذين قد يصل عددهم لأكثر من ثلاثين طالبا في الفصل، ما يعيق فهم بعضهم لشرح المادة خصوصاً وأن الحصة موزعة ما بين الشرح والكتابة والتصحيح، فضلاً عن ضعف استيعاب بعض الطلاب للمادة وشرح معلميهم. كما لفت الهدباء، إلى الجهود التي تبذلها إمارة المنطقة الشرقية للحد من ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية من خلال توجيهها للإدارات الحكومية المختصة بمنع وإزالة الملصقات الترويجية للدروس الخصوصية والمنتشرة بالقرب من المراكز التجارية والمدارس، لافتاً في الوقت نفسه أنه في حالة اكتشاف معلمين يتبعون تعليم المنطقة ويقدمون دروسا خاصة، يتم إحالتهم للتحقيق واتخاذ الإجراء النظامي ضدهم، مشيرا إلى أن تعليم المنطقة يصدر سنوياُ تعميماً يستهدف المدارس الأهلية تتضمن توجيه معلميهم بمنع تقديم الدروس الخصوصية بتاتاً وأن من يخالف ذلك يتخذ بحقه العقوبة النظامية. على الأسرة مسؤولية خالد الحماد إلى ذلك، حذر مدير إدارة الإعلام التربوي والمتحدث الرسمي في تعليم المنطقة الشرقية خالد الحماد، أولياء الأمور والطلاب والطالبات من نتائج اللجوء إلى مدرسين خصوصيين، خصوصاً وأن بعضهم غير مؤهلين ولا يفقهون شيئا في مجال التعليم، وأضاف أن على الأسرة مسؤولية كبيرة حيال هذه القضية لاعتمادهم على المعلم الخصوصي وعدم متابعة أبنائهم طيلة العام الدراسي في المدرسة والمنزل، مما يحدوهم لردم تلك الفجوة بجلب معلمي الدروس الخصوصية.