لم يكد دوي الرصاصات الست، التي أطلقها مطلع الأسبوع الجاري، معلم سابق من مسدس كان في حوزته، نحو مدير الإشراف التربوي في محافظة حفر الباطن، يخفت. حتى دوّت رصاصات أخرى، ولكن هذه المرة من سلاح رشاش، وفي النعيرية، إذ فتح معلم في إحدى المدارس الثانوية النار من رشاش على معلم آخر، وذلك إثر خلاف وقع بينهما، أمام المدرسة التي يعملان فيها (عبد الرحمن الداخل الثانوية). وكما ورد في صحيفة الحياة تطور الخلاف بين المعلمين، من مشادة كلامية وقعت بينهما، حتى وصلت إلى استعمال السلاح. وأكدت شرطة المنطقة الشرقية على لسان المتحدث الإعلامي فيها المقدم زياد الرقيطي، «تلقي مركز شرطة محافظة النعيرية بلاغاً من مواطن، في العقد الرابع من العمر، بعد قيام زميله في العمل، بإطلاق النار في الهواء، وتهديده خارج مقر العمل، إثر خلاف سابق بينهما، وذلك بعد مشادة كلامية وقعت بينهما»، مبيناً أن الشرطة «قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة، حيال الواقعة، وقامت بإحضار المتهم، وتوقيفه والتحفظ على السلاح المُستخدم، ولا يزال التحقيق جارياً في القضية». إلى ذلك شهد الوضع الصحي لمدير مكتب الإشراف التربوي في إدارة التربية والتعليم في محافظة حفر الباطن عبد العزيز التركي، «تحسناً»، بعد أن خضع لعملية جراحية في الفخذ الأيمن، في مستشفى الملك خالد العام، وتم تثبيت شريحة في الفخذ، الذي تعرض إلى «كسر مضاعف»، وسيبدأ العلاج الطبيعي، إثر تعرضه لطلق ناري من مسدس، كان في حوزة معلم سابق، أُقيل من عمله، بعد تكرار غيابه، و سبق له الاعتداء على المجني عليه لفظياً، وبالضرب حين هاجمه في مكتب في وقت سابق. وأحيلت القضية إلى الشرطة، وأبلغ المجني عليه، عن وجود طلقات نارية في سيارته، إضافة إلى التهديد المستمر. إلا أن التركي، تنازل عن الحق الخاص، وتم تحرير محضر لدى الشرطة بذلك. وأكدت أوساط تربوية في حفر الباطن، أن الجاني كان يعتقد أن التركي هو المُتسبب في إقالته، على رغم أن قرار الإقالة لا يصدر إلا بعد توصية تصدرها لجان لا علاقة للتركي بها. إلا أن المعلم السابق لم يقتنع بذلك، وأصر على أن مدير الإشراف هو المتسبب، ما جعله يترصد للتركي في بداية اليوم الدراسي، وبمجرد دخول التركي إلى مبنى «تربية حفر الباطن» لحقه الجاني، وأطلق طلقتين عليه من مسافة 10 أمتار، لكنها لم تصبه، ليلاحقه إلى داخل المبنى، شاهراً مسدسه، وأطلق أربع طلقات تجاهه، أصابته واحدة في الفخذ، ليسقط على السلم مضرجاً بدمائه، ويُشج رأسه. فيما غادر الجاني المكان هارباً، مستقلاً سيارته، وتوجه إلى مبنى الشرطة، وسلم نفسه، إذ «جرى إيقافه، وتحفظ على السلاح المُستخدم في إطلاق النار»، بحسب قول الرقيطي في تصريح سابق.