أكد مدير فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة الشيخ أحمد قاسم الغامدي، أن الهيئة تحرص على عدم إحالة المخالفين للتحقيق إلا في أضيق الحدود. ونفى الغامدي اتهام رجال الهيئة بتسريب أخبار المداهمات والضبطيات للمواقع الإلكترونية، معتبرا ذلك تجاوزا للأنظمة «وإذا ثبت تورط أحد في تلك التسريبات سيطاله العقاب» وقال : الستر أساس عملنا، بل نعتبره سببا في تقليص المخالفات، وأدعى لابتعاد الناس عن الخطأ، معتبرا الأخطاء التي يقع فيها بعض أفراد الهيئة فردية « أي جهاز ضبطي في العالم له هامش من الخلل عند التطبيق، وخاصة في الميدان»، مشددا هنا على محاسبة المتجاوزين، ولافتا إلى حاجة الهيئة لدعم وزارتي المالية والخدمة المدنية لسد العجز في الكوادر البشرية والمرافق التي تحتاجها الهيئة، وإلى الحوار: • ينطلق عمل الهيئة من مبدأ الستر على المخالفين الذين يتم القبض عليهم، لكن في السنوات الأخيرة لاحظنا عدم العمل بهذا المبدأ في جهازكم، فما هي الأسباب؟ - لا أتفق معك، فنحن نحرص ما أمكن على معالجة حالة المخالف بما يعيده إلى نسيج المجتمع إذا كانت قضيته ليس فيها حد من الحدود، أو ليس فيها ما يستوجب مقاضاته، فالأصل لدينا الستر على المخالف، ومعالجة حالته ما أمكن؛ لأن المقصود الإصلاح. كما أننا نتفهم الآثار السلبية ونتائج وعواقب إحالته، وينبغي على منسوبي الهيئة أن يأخذوها بعين الاعتبار؛ لأن هذا الفرد المخالف جزء من هذا المجتمع، فنحن نحرص بالفعل على أن لا يحال أي شخص إلا في أضيق الحدود، والستر مطلب، بل نعتبره سببا في تقليص المخالفات في المجتمع، وأدعى لابتعاد الناس عن الخطأ؛ لأنه يقلص تطبع الناس على المخالفات، والستر يتأكد في أمر المرأة بشكل كبير فلا تحال المرأة إلا في أندر الأحوال. • لكن كيف تفسر تسريب أخبار المداهمات والضبطيات إلى المواقع والمنتديات الإلكترونية التي تكشف المخالفين ولا تستر عليهم؟ - لو ثبت لدى المسؤولين في الهيئة أن هناك أحدا يسرب تلك الأخبار فسوف يتخذ بحقه العقاب الرادع، وأعتقد أن زملاءنا على مستوى المسؤولية، ويجب أن يكونوا كذلك، ولا أزكي على الله أحدا، فهم يدركون أهمية ذلك شرعا، فلا ينبغي فضح أعراض الناس وكشف أستارهم؛ لأن ذلك لا يجوز شرعا، فضلا عن النظام، ومن يثبت لنا أنه فعل ذلك فسوف يتخذ بحقه الإجراء النظامي اللازم، وقد يكون هذا الإفشاء من قبل آخرين ليسوا من الهيئة، فهناك أطراف أخرى من جهات أخرى قد تسرب تلك الأخبار. • هل من خطوات غير تقليدية لتطوير أداء رجال الهيئة ؟ - هناك تطوير، وألمس ذلك من توجه المسؤولين في الرئاسة، وزملائي مديري الفروع جميعهم بلا استثناء يتطلعون إلى التطوير، ويثمنون دعم الجهاز من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ووزير الداخلية وكافة المسؤولين، ويتطلعون لدعم وزارتي المالية والخدمة المدنية؛ لما لهما من أهمية في تحقيق طموح الهيئة، وسد العجز في الكادر الإداري والميداني، وكذلك في مرافقها ومراكزها، فنحن بحاجة إلى الكثير من دعم الجهات الحكومية، ونتطلع إلى أن تتحول طموحات الرئاسة إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع. التطوير الميداني • وما خطط الهيئة لتطوير أداء العاملين في الميدان؟ - تنظم الرئاسة الكثير من الدورات في الكثير من المهارات المطلوب إتقانها؛ لتطوير ثقافة أعضائها نفسيا واجتماعيا؛ ولإيصال الرسالة الدينية بالأسلوب المحبب والمقبول فيما يتعلق بالتوجيه والإرشاد؛ ولتطبيق أمثل الطرق في التعامل مع المخالف في إطار الشريعة والنظم دون تجاوز، والمحافظة على حقوقه حتى إحالته إلى الجهات المختصة للتحقيق، وإكمال اللازم حياله. فالهيئة تسعى إلى تطوير جميع منسوبيها في الميدان والإدارة، وبذلت الكثير من الجهود، ولا زلنا نتطلع إلى المزيد، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن الدورات التدريبية لا يمكن أن تستوعب الجميع في وقت يسير، كما أنه لا يمكن للجميع استيعابها على الوجه الأمثل فلا بد من إتاحة الوقت الكافي حتى يتحقق الهدف المنشود. شيء من الصبر وأعتقد أن هذه المرحلة تحتاج إلى شيء من الصبر، فهناك تسارع في بعض الطرح الإعلامي نحو اتهام الهيئة ومنسوبيها بالقصور، وهذا أسلوب خاطئ في نظري، فإذا أردنا الخير لبلادنا ولمجتمعنا ولجهاز الهيئة لا بد من إتاحة الفرصة الكافية لتحقيق ذلك، فهذا الجهاز أحد أجهزة الدولة، ويحمل لواء شعيرة عظيمة. والدولة مشكورة على إقامة هذه الشعيرة التي هي فرض من فروض الإمامة، وينبغي على المجتمع أن يسعى للتعاون لتطوير الهيئة وتحسين أدائها؛ لأنها جزء من المجتمع، وجزء من مكاسب هذه الدولة، فلا ينبغي أن ينظر لها المجتمع نظرة نقص دائما، بل الواجب إذا أحسنت أن يثنى على ما أحسنت فيه، وإذا كان هناك خطأ فنحن نشارك الكل في إصلاحه وتصحيحه. ابتزاز الفتاة • هل ترى أن ابتزاز الفتاة في مجتمعنا أصبح ظاهرة أم أنه لا يزال في طور المشكلة؟ - لم يصل بعد إلى مستوى الظاهرة، وأشعر بتفاؤل بأن حالات الابتزاز سوف تتقلص، وبدأنا نلمس تراجعها من واقع الضبط، ونعزو تلك الكثرة لنجاح معالجة الحالات التي كانت تعاني من تلك المشكلة، ولا تجد قناة آمنة وسرية، وهي بإذن الله في إنحسار، وهذا يؤكد حرص الهيئة على ستر الفتاة المبتزة التي تحضر إليها، فتتم معالجة وضعها بصورة في غاية السرية دون المساس بها أو بأسرتها. فيما يحال المخالف إلى جهات الاختصاص. والهيئة تعتبر رائدة من وجهة نظري في معالجة هذه القضايا، وحلت كثيرا من القضايا التي لو بقيت لتعمقت وتفشت في المجتمع، وربما أعطت المجال للسير في هذا الطريق المظلم. استغلال العواطف • ألا ترى أن هنالك حالة استعداء بين المجتمع والهيئة؟ - استعداء ممن؟ • هناك شريحة من المجتمع تشعر بتلك الحالة؟ - أعتقد أن هناك استغلالا من بعض الكتّاب والإعلاميين لعواطف بعض الناس، وهناك من يدلس على الحقيقة لتهييج العامة، ولا بد أن نعلم أن أي جهاز ضبطي في العالم سيكون له هامش من الخلل والخطأ أثناء التنفيذ والتطبيق للتعليمات، خاصة في الميدان الذي يعتريه ما يعتريه من مدافعة المخالف، وعدم الانضباط أثناء القبض عليه متلبسا. أعتقد أن هذا الخلل ينبغي أن لا يتجاوز النقد فيه الحد المطلوب لتصحيحه، حتى لا يعود ذلك سلبا على الصالح العام. ونحن قرأنا تقرير هيئة حقوق الإنسان الذي يشتمل على ملاحظات على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وملاحظات على جهات حكومية أخرى، فلماذا التركيز على الهيئة، مع أن المسؤولين في جهازنا يعلنون أن هناك أخطاء فردية تقع من البعض لا يقبلها المسؤول، ولا يستسيغها ولايجيزها النظام، علما بأن الهيئة تحاسب من يقع في هذه الأخطاء سواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد فلكل منهما جزاؤه. اتهام غير منطقي إن المسارعة إلى اتهام جهاز الهيئة عبر بعض وسائل الإعلام، والمبالغة في ذلك من قبل بعض الكتّاب والصحفيين غير منطقي، ولا يخدم المصلحة، وهناك من يستسيغ هذا الاستعداء من الناس؛ لأنه قد يكون وقع ضحية أخطاء فردية من بعض منسوبي الهيئة، أو يكون ممن له هوى، ولكن ينبغي أن نكون مصلحين جميعا سواء العاملين في الهيئة أو خارجها حتى نصلح أداء هذا العمل، ونحافظ على مكاسبه، ولا نبالغ في الأمور ونهولها ونعطيها أكبر من حجمها. صناع الفجوة • هل الكتاب هم من صنعوا هذه الفجوة؟ - نعم بعض الكتّاب ممن درجوا على المبالغة في كتاباتهم عن الهيئة أو ينظرون إلى سلبية وقعت من أحد أفرادها، ولا ينظرون إلى إيجابياتها بعدل، ولكن في الوقت ذاته هناك كتّاب يكتبون عن الهيئة وينتقدون الخطأ دون مبالغة، وكتابتهم تكتب بماء الذهب، لأن طرحهم مبني على العدالة والإنصاف، ويهدفون للصالح العام، ونحن نتقبل كل نقد، وكل رأي نأخذه بعين الاعتبار، لأننا نحمل في الأصل رسالة، ولا نؤدي عملنا لغرض دنيوي، بل هي رسالة ربانية لتحقيق شريعة الحق بالأسلوب الحسن والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وهدفنا الوصول إلى إقناع الناس ليكون لديهم الاختيار الراشد للخير من ذات أنفسهم وبقناعاتهم، وليس الهدف إيجاد سيطرة خارجية فقط، وإنما تحقيق مراد المولى سبحانه، وهو اختيار الناس للعبادة المقصودة التي جاء بها الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فنحن نحمل رسالة في الأصل، ونراقب الله سبحانه وتعالى قبل الخلق، ونعمل مع الجهات الرقابية يدا بيد، ونحب أن نطور هذا الجهاز، ونتقبل جميع الملاحظات، لكننا ننشد الإنصاف في الطرح الإعلامي من الجميع، ويجب أن يعلم الإعلاميون وغيرهم من أفراد المجتمع أننا جميعا مؤتمنون على الإنصاف ولو من أنفسنا، وهذا الجهاز مكسب للجميع ووشامة خير وإصلاح في تاريخ هده الدولة. الدور التوعوي • يتركز دور الهيئة حاليا على المداهمات والضبط.. أين الدور التوعوي والمحاضرات؟ - أفهم من سؤالك أنك على يقين بأن عمل الهيئة يتركز على الضبط فقط، لكنك لو حضرت لدينا لاطلعت على المحاضرات والفعاليات التوعوية للمجتمع، والإحصائيات تثبت ذلك. • ربما لا تكون واضحة لنا ونرغب أن يطلع عليها القارئ؟ - الدور التوعوي قائم، والهيئة تنظم الكثير من المعارض التوجيهية ولها في هذا المضمار تاريخ مشرف، هناك رسالة أسبوعية في إحدى الصحف المحلية، ولها نشرة الحسبة الدعوية تصل إلى شريحة كبيرة من أفراد المجتمع. كما تنظم الهيئة ندوات ومحاضرات بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية، فنحن نعتبر مرفقا مساندا لها في ذلك، ولدى الهيئة إدارة مختصة بالتوعية والتوجيه توزع الكثير من الأشرطة والكتب والمطويات، وتقيم الكثير من المعارض المستقلة والمشتركة، إضافة إلى المخيمات والبرامج التوجيهية التي لها مردود إيجابي كبير، وربما أن تلك الإنجازات لم تصل الإعلام، لكن يجب على الإعلام أيضا إبرازها، وأبوابنا مفتوحة لكل الإعلاميين للاطلاع عليها.