تطرقنا الاسبوع الماضي الى الجبائر الطبية ووصل بنا الحديث الى ان هناك العديد من العلامات التي قد تكون خطرة وتحذر من وجود مشكلة في الجبيرة وفي الطرف الذي تم تجبيره وتعني أنه يجب على المريض أو المريضة أو أهلهم أن يقوم بزيارة أي غرفة إسعاف أو أن يقوم بزيارة الطبيب في أقرب فرصة ومن هذه العلامات ايضا : - حدوث خدور أو تنميل في أصابع اليد في حال وجود جبيرة على الذراع وفي أصابع الرجل في حال وجود جبيرة على الساق هي علامة زيادة في الضغط على الأعصاب التي تغذي هذه المناطق نتيجة ضيق في الجبيرة. - عدم القدرة على تحريك الأصابع بسهولة: وهذه إحدى العلامات المهمة حيث اننا دائماً مانحاول وضع الجبيرة بحيث تكون الأصابع سواء في القدم أو في اليد واضحة ويمكن تحريكها لأن ذلك يساعد على سلامة الدورة الدموية في الطرف الذي تم تجبيره. وإذا ماكانت هناك آلام شديدة عند تحريك هذه الأصابع فإن ذلك يعني أن الذراع أوالساق تتعرض للضغوط الشديدة نتيجة هذه الجبيرة. - الشعور والإحساس بالبرودة في أطراف الأصابع. سواء في القدم أو في اليد تعني خللاً في الدورة الدموية ونقصا في تروية الأصابع نتيجة الضغط الشديد على الأوعية الدموية بسبب الجبيرة الضيقة. - تورم شديد في المناطق التي تحيط بالجبيرة مثل اليدين أو كف اليد أو المنطقة الظاهرة من القدم. وهذه تعني أن هناك خللا في الدورة الدموية وعدم القدرة على الطرف الذي تم تجبيره على ضخ الدم وإعادته إلى الجسم مما يؤدي إلى تجمعه. - وجود كسور أو تشققات أو حركة شديدة في الجبيرة هذه كلها تعني أن الجبيرة قد لا تقوم بعملها على أكمل وجه وقد تؤدي إلى حركة غير مرغوب بها في الجزء الذي تم تجبيره وبالتالي فهي قد تؤثر سلباً على شفاء الجزء الذي تم وضع الجبيرة عليه. التشخيص والحلول في حال حدوث أي من هذه العلامات التحذيرية التي ذكرناها فإنه يتوجب على المريض أو المريضة التوجه إلى الإسعاف وزيارة الطبيب الذي يبدأ في فحص الجبيرة وفحص الأصابع سواء في اليد أو في القدم للتأكد من سلامة الدورة الدموية. وإذا كانت الأعراض خفيفة ولا توجد علامات تحذيرية شديدة ولا يوجد خلل في مجرى الدم فإنه يمكن طمأنة الأهل والنصح بمحاولة رفع الطرف المصاب عند الجلوس والنوم ومحاولة تحريك أطراف الأصابع سواء في القدم أوفي اليد لكي تساعد على نشاط الدورة الدموية في الطرف المصاب. كما أن تناول بعض المسكنات الخفيفة وبكميات معقولة يساعد كثيراً على تخفيف الآلام . والمفروض هو أن تتحسن حالة المريض بعد هذه الإجراءات. أما في الحالات التي يكون هناك فيها شك أو يتم إثبات أن الجبيرة ضيقة وأن هناك عرقلة للدورة الدموية في الطرف المصاب فإنه يمكن القيام بعمل توسعة للجبيرة وذلك بقصها بالمقص الطبي الخاص بالجبائر من طرف واحد أو من طرفين وكذلك قص اللفائف القطنية وبعد ذلك لا تتم إزالة الجبيرة بل يتم وضع شريط لاصق عليها بعد أن تتم توسعتها حوالي الخمسة مليمترات من كل جانب مما يضمن وجود فراغ بسيط حول الطرف الذي تم تجبيره وبالتالي يؤدي إلى عودة الدورة الدموية إلى وضعها الطبيعي. وهذه الطريقة هي أكثر طريقة يتم استخدامها وخصوصاً في الحالات الحديثة التجبير. أما الحل الأخير فيكون عن طريقة إزالة الجبيرة القديمة تماماً ووضع جبيرة جديدة بطريقة لا تضغط على الطرف المصاب. ويجب عند إزالة الجبيرة التأكد من عودة الدورة الدموية والتروية إلى الأصابع بشكل طبيعي. أما إذا ماكانت هناك مشكلة في الدورة الدموية والتروية فإنه يجب البدء بأخذ الإجراءات اللازمة وعمل أشعة دبلر أو أشعة صوتية للتأكد من سريان الدم في الطرف المصاب وكذلك يمكن استشارة طبيب الأوعية الدموية في حالة وجود مشكلة في الدورة الدموية. النصائح والتوصيات يتضح مما سبق أهمية الحرص عند وضع الجبائر الطبية واستخدامها وخصوصاً عند الأطفال الذين لا يستطيعون فحص الجبيرة بأنفسهم بل يجب الاعتماد على الأهل لمعرفة طريقة المحافظة على سلامة الجبيرة الطبية وطريقة فحص اليد والرجل للتأكد من سلامة الدورة الدموية. كما يجب عمل مراجعة قريبة للطبيب في حالة وجود احتمال حدوث تورم في الطرف الذي تم تجبيره. كما يجب الاستعانة بنصف الجبائر أو بالجبائر الصناعية قدر الإمكان وخصوصاً في المناطق التي قد تتورم بسهولة.فمثلاً في منطقة القدم والكاحل نقوم باستخدام الجبائر الصناعية الجاهزة المصنوعة من البلاستك والتي يتم وضعها على القدم والكاحل وتثبيتها بأحزمة لاصقة وتسمح بتهوية الجزء المصاب وبرؤية الجلد ويمكن للمريض أو المريضة في بعض الحالات إزالتها وغسل القدم وفحص الجلد ثم إعادتها بنفسه. وهذه الجبائر مفيدة جداً وشكلها أنيق وتساعد على المحافظة على سلامة الجلد خصوصاً عند مرضى السكر. وهي متوفرة في المستشفيات الكبرى أو في محلات الأجهزة الطبية. كما يجب الحرص على توفير طاقم طبي متخصص بوضع الجبائر والعناية بها وكذلك الحرص على شرح المضاعفات المحتملة من الجبائر وطرق تشخيصها وأهمية زيارة الطبيب عند الشعور بأية أعراض مختلفة من التي ذكرناها سابقاً. والواقع هو أنه والحمد لله فإن الغالبية العظمى من المرضى تمر حالاتهم المرضية بسلام ولا يتعرضون لأية مشاكل بفضل الله تعالى.