نبه المبعوث الامريكي الذي كلفه الرئيس باراك أوباما ببناء تحالف لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية امس الى ان الحرب ضد المتطرفين في مراحلها الاولى. وقال الجنرال متقاعد جون ألن للصحافيين أثناء زيارة لبغداد "هذه المعركة لن تكون سهلة.. سيكون هناك مد وجزر في ميدان المعركة." وأضاف "سيستغرق هذا وقتا وسيحتاج الى صبر." واستولت الدولة الاسلامية على مساحات كبيرة من الاراضي في العراق منذ يونيو/ حزيران عندما انهار الجيش العراقي وسيطر مقاتلو التنظيم على الموصل أكبر مدينة في شمال العراق ثم واصلوا تقدمهم الى وادي نهر دجلة. ويسيطر المتشددون أيضا على معظم شرق سورية التي تشهد حربا أهلية منذ أكثر من ثلاث سنوات ومحوا معظم الحدود بين البلدين الجارين في اطار سعيهم لاقامة خلافة اسلامية. وحذر ألن من ان القيام بحملة لاستعادة الموصل لن يكون قريبا. وقال "ستبدأ خلال عام. لا يمكنني ان أكون أكثر تحديدا. انها ليست معركة مفردة. انها حملة." كما وصف ألن آمال الحكومة العراقية باجتذاب عشائر سنية للقتال ضد الدولة الاسلامية بأنه في مراحله الاولى. وقال "كل من العشائر يجب التعامل معها على حدة." وأضاف "أما كيف سيثمر هذا في نهاية المطاف من حيث ما يمكنهم الحصول عليه من علاقتهم مع العشائر أعتقد ان هذا سيظهر بمرور الوقت." وقال ألن وهو يدرك شكوك الغالبية الشيعية في العراق في نوايا الولاياتالمتحدة بعد نحو ثلاث سنوات من انسحاب القوات الامريكية ان رسالة أوباما هي انه لن ترسل قوات مقاتلة الى العراق. وقال "يجب ان نبني قوة عراقية تتولى المعركة. وهذا هو السبب في ان الولاياتالمتحدة لن ترسل قوات مقاتلة الى العراق وإنما بدلا من ذلك سنواصل تقديم الدعم لقوات الامن العراقية من خلال مستشارين عسكريين يتولون تدريب وبناء القدرات." ومن المتوقع ان يزور ألن أيضا خلال هذه الجولة بلجيكا والاردن ومصر وتركيا. وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان ألن وصل الى العراق الخميس يرافقه نائبه بريت مكورك للقاء مسؤولين عراقيين وزعماء اقليميين آخرين لبحث "الدعم الامريكي والتعاون مع العراق في المركة ضد الدولة الاسلامية." ويقول مسؤولون أمريكيون ان الهدف الرئيسي من زيارة ألين هو حشد دعم أكبر للتحالف الذي ينفذ ضربات جوية ضد أهداف للدولة الاسلامية في العراق وسورية. واكد آلن أن" العراق قادر على استعادة الأراضي التي سيطر عليها تنظيم "داعش"، فيما أشار إلى أن الولاياتالمتحدة لديها احترام كبير لرؤية رئيس الوزراء حيدر العبادي بشأن سعيه للتنسيق مع الدول المجاورة للعراق للقضاء على "داعش". وقال "في جميع لقاءاتي بالمسؤولين العراقيين عبرت عن مساندتنا القوية للعراق وسيادته ووحدته"، مؤكدا أن "الحكومة العراقية ستستعيد السيطرة على الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش". وأضاف آلن أن "الرئيسين العراقي حيدر العبادي والأميركي باراك اوباما كانا واضحين بشأن بناء القدرات العراقية لمكافحة هذا التنظيم"، مبينا أنه "لهذا السبب سوف لا ترسل الولاياتالمتحدة القوات إلى العراق ولكنها ستستمر بدعم القوات العراقية في التدريب وبناء قدراتها القتالية". وتابع ان "العبادي اكد انه سيجري اصلاحات على مستوى القادة العسكريين واستبدال بعضهم والعمل على تقريب جميع الاطراف من الشيعة والسنة والاكراد"، مشددا على اننا "نحترم اصلاحات رئيس الوزراء ونؤكد على مساندتنا لوحدة العراق وسيادته وان الحكومة العراقية تستطيع مسك الارض". وأوضح ان "تنظيم داعش لديه المال ويجب ان يكون هناك جهد مكثف لحرمانه من الموارد المالية من اجل اضعافه وسندرب القوات العراقية وليس القوات الخاصة فقط". وقال آلن مخاطبا العراقيين "القوات الخاصة العراقية التي لديكم من افضل القوات الخاصة في العالم". من جهته، قال رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة، امس، ان منسق التحالف الدولي لمواجهة "داعش" ومبعوث الرئيس الاميركي الجنرال جون آلن وعد بتقديم الدعم والإسناد لمحافظة الأنبار في مواجهة تنظيم "داعش". واكد ابو ريشة انه "التقى بالسفير الأمريكي لدى العراق وقائد التحالف الدولي الجنرال جون آلن بمقر السفارة الامريكيةببغداد"، مبينا اننا "بحثنا دعم الولاياتالمتحدة لمحافظة الانبار في حربها ضد عناصر تنظيم داعش الإرهابي". وأضاف ابو ريشة ان "اللقاء بحث مناقشة الوضع الأمني في جميع مناطق الانبار والعراق بصورة عامة وكيفية انقاذ البلد من خطر عصابات داعش"، لافتا الى ان "قائد التحالف الدولي الجنرال جون آلن وعد بتقديم الدعم والاسناد لمحافظة الانبار ورفع المعاناة عنها".