اتخذ تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق (داعش) إجراءات لمواجهة «التحالف الدولي»، فبدأ مقاتلوه يتغلغلون بين سكان المدن التي يسيطرون عليها، ويسعون إلى المصالحة مع العشائر السنية التي تقع على عاتقها مواجهتهم، بناء على خطة لتسليحها وتأهيلها لهذه المهمة (للمزيد). وفي مؤشر جديد إلى استعداد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للانفتاح على العشائر، أمر أمس بوقف الغارات الجوية على المدن، ملبياً طلب القوى السنّية التي اعتبرت ذلك شرطاً للمشاركة في حكومته، والاستمرار في العملية السياسية. ومهّد القرار لتشكيل قوات ستكون عماد «الحرس الوطني» الذي سيمسك الأرض بعد هزيمة «داعش»، واعتُبِر إشارة انطلاق للمعركة الكبرى ضد التنظيم. وقال العبادي خلال مؤتمر للنازحين أمس: «أصدرتُ أوامر بوقف قصف الأماكن التي يوجد فيها مدنيون ويسيطر عليها داعش، لكننا لن نتوقف عن ملاحقة مسلحيه وهم يحاولون اتخاذ المدنيين متاريس». وأضاف أن «برنامج الحكومة يضمن تأمين السكن والمنح المالية للنازحين خلال ثلاثة أشهر». وأكد عزمه على «تبني خطة شاملة لإعادتهم إلى أماكن عيشهم بعد طرد داعش». وأثار هذا القرار ارتياحاً واسعاً في الأوساط السنّية، فأبدت كتلة «متحدون»، بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، وتيار «الحراك الشعبي» الذي حمل السلاح ضد الحكومة، خلال الشهور الماضية، ترحيبهما به. ويبدو أن تنظيم «داعش» الذي يحتل مساحات واسعة من العراق وسورية بدأ يشعر بحجم القوة التي سيواجهها، فعمد الى محاولة استمالة الأهالي والمسلحين السنّة المناوئين له، فهم سيكونون عماد القوة التي ستحاربه. وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت ل «الحياة»، إن «النجاح الذي حققه الجيش والعشائر في حديثة زرع الرُّعب في صفوف التنظيم فبدأ نقل عناصره ومعداته إلى الجانب السوري». وأشار إلى أن «قرار الحكومة (أمس) وقْفَ قصف الفلوجة، نقطة تحوُّل كبيرة في حرب عشائر الأنبار على داعش»، داعياً الأهالي إلى «التطوع في صفوف الحرس الوطني الذي سيكون نواة القوة الأمنية التي تحمي المحافظة». وفي هذا السياق، قال ل «الحياة» عمار العبيدي، أحد شيوخ العشائر في قضاء الحويجة، إن «تنظيم الدولة الإسلامية يسعى إلى لقاءات مع قادة الفصائل المسلحة لإنهاء الخلافات معها تحسباً لحرب». إلى ذلك، أكد مسؤول عسكري رفيع المستوى ل «الحياة»، أن الحرب على «داعش» ستكون بطريقة «القضم المتدرّج للمدن والبلدات التي يحتلها، بالاعتماد على سكانها». وتوقَّع ألاّ تطول «عملية تحرير كل الأراضي العراقية أكثر من شهر»، لافتاً إلى أن «البيئة المحلية في الموصل وتكريت وبعض مناطق كركوك وديالى والأنبار، تشهد تحوُّلات كبيرة ضد داعش، وستكون العامل الحاسم في المعركة». إيران تغيب عن مؤتمر باريس في باريس، يفتتح الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم غداً، مؤتمر دعم العراق ومكافحة «داعش»، وذلك في حضور 25 دولة على مستوى وزراء الخارجية وغياب إيران بعد رفض الولاياتالمتحدة ودول خليجية. وسيشارك وزراء خارجية السعودية وقطر والكويت والبحرين والإمارات ولبنان والأردن ومصر وتركيا، وأكدت روسيا حضورها ممثلةً بوزير الخارجية سيرغي لافروف. ويُتوقَّع عقد لقاء ثنائي بين وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ونظيره الأميركي جون كيري، وآخر بين وزير الخارجية القطري خالد العطية وكيري على هامش المؤتمر.