تتجه القوات الأميركية التي شنت أمس 15 غارة على أهداف في محيط الموصل الى تكثيف عملياتها لدعم القوات الكردية والمحلية التي شكلتها العشائر السنية لشن هجمات برية، فيما أعلن مسؤول في الأنبار أن الأميركيين سيوسعون نطاق هذه العمليات لتشمل مواقع «داعش» في المحافظة، وسيساعدون في تسليح أبنائها وتجنيدهم. (للمزيد) إلى ذلك، قطع الرئيس باراك أوباما إجازته وعقد اجتماعاً لمجلس الأمن القومي لمناقشة الوضع في العراق وتكثيف الغارات لاستعادة سد الموصل. وكانت قوات «البيشمركة» الكردية أعلنت أمس تقدمها للسيطرة على معظم الاجزاء الجنوبية، والشرقية للسد الذي احتلته «داعش» قبل أيام، لكن تفخيخ الطرق والممرات المؤدية إليه أوقفت الهجوم. وقال المحافظ أثيل النجيفي، في اتصال مع «الحياة»، إن «كتائب الموصل» التي شكلت من أهالي المدينة وأطرافها تواصل تطوير امكاناتها وتنفذ هجمات شبه يومية على «داعش»، فيما يتم حشد قوات كبيرة لتحريرها. واكد ان «فصائل مقاومة سابقة انضمت الى الكتائب، بالإضافة الى العشائر». وزاد ان «كل ذلك يتم بالتنسيق مع الجانب الأميركي الذي نفذ خلال الأيام الماضية ضربات جوية دقيقة ومفيدة لطرق إمدادات «داعش» وعرقل تحركاته داخل المدينة». وزاد ان «هزيمة داعش باتت وشيكة، وأثبت التنظيم أنه أضعف مما ظهر في الصورة، وقد اعتمد نشر الرعب، واستثمر عدم خبرة التشكيلات النظامية في قتال الشوارع وسوء الإدارة العسكرية والأمنية للتوسع». وتابع ان :»عمليات البيشمركة تثبت أن الجميع امتص صدمة الترويع التي اطلقها داعش، وان الوقت حان لدحره»، لكنه استبعد دخول القوات الحكومية او «البيشمركة» الموصل، وقال إن «المهمة تقع على عاتق القوات التي تشكل لهذا الغرض، من داخل المدينة ومن أطرافها». وكانت «ولاية نينوى» التابعة لتنظيم «الدولة الاسلامية» اصدرت أمس بياناً اكدت فيه ان انسحابها من بعض مناطق سد الموصل « تكتيكي» وانها في صدد احتواء الهجوم «الكردي - الاميركي» وصده. من جهة أخرى، أكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي أن القوات الأميركية تساعد في تشكيل قوات عسكرية محلية في المحافظة في معزل عن الحكومة في بغداد، وستوسع نطاق غاراتها الجوية في اتجاه مدن يسيطر عليها «داعش» بناء على طلب العشائر. وقال إن «مسؤولين أميركيين ومحليين عقدوا اجتماعات عدة منذ أيام لمناقشة الوضع الامني وتم الإتفاق على تنفيذ ضربات جوية لمعاقل التنظيم في مناطق غير مأهولة، ومنها صحراء الجزيرة وسد حديثة». واضاف إن «المحافظة ماضية في تشكيل قوات نظامية مشابهة لقوات البيشمركة ولدينا الأعداد والخبرات الكافية، ولكن الحكومة الإتحادية لا تدعمنا ولهذا سنتجه الى التسلح من الولاياتالمتحدة مباشرة». ويبدو ان هذه التطورات التي تتم بعيداً عن الإدارة العسكرية في بغداد، دفعت القيادة العامة للقوات المسلحة التي مازال يرأسها رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي الى اصدار بيانين ينددان بدخول طائرات حربية «غير عراقية» اجواء البلاد وتنفيذها عمليات من دون تنسيق مع الحكومة. وكان المالكي رحب في وقت سابق بعمليتين نفذهما الطيران الحربي السوري في بلدتي القائم والرطبة، غرب الانبار، خلفتا عشرات القتلى والجرحى، واعتبر أي جهد لضرب تنظيم «داعش» مرحباً به. وقطع الرئيس الأميركي باراك أوباما اجازته الصيفية وعاد الى واشنطن ليوم واحد أمس، عقد خلاله اجتماعاً موسعاً لأركان مجلس الأمن القومي مخصص للشأن العراقي مع استمرار الضربات الجوية ضد «داعش» واحتمال توسيعها. وقال مسؤول في البيت الأبيض ل»الحياة» إن الإجتماع استمر «ساعة ونصف الساعة» وحضره كل من نائب الرئيس جوزيف بايدن والمستشارون جون بوديستا ونيل أغلستون ونائب مستشارة الأمن القومي توني بلينكن الى جانب مساعدة شؤون الارهاب ليزا موناكو ومسؤول الاتصالات الاستراتيجية بن رودس ومدير التعاضد الاستخباراتي مايكل ديمبسي. وأكد المسؤول أن الإجتماع بحث في الجهود العسكرية للمساعدة في استعادة سد الموصل، وفي أفق هذه العمليات، الى جانب المسار السياسي وجهود تشكيل حكومة عراقية جديدة منفتحة على كل الأطراف. وصرحت القيادة الأميركية الوسطى بأن المقاتلات والقاذفات والطائرات من دون طيار دمرت تسعة مواقع لتنظيم «الدولة الاسلامية» وثماني عربات في المناطق المحيطة بسد الموصل حيث تجري معارك بين مسلحي التنظيم والقوات الكردية. وشن الجيش الاميركي سلسلة غارات الجوية في شمال العراق قبل نحو أسبوع لحماية اللاجئين الايزيديين ومنع تقدم «داعش» في اتجاه أربيل. وجاء في بيان القيادة انه «ابتداء من 8 اب (اغسطس) شنت المقاتلات ما مجموعه 68 ضربة جوية في العراق، من بينها 35 ضربة دعماً للقوات العراقية قرب سد الموصل». وأكدت ان الضربات شنت بموجب امر أصدره أوباما لحماية الموظفين والمنشآت الاميركية. من جهة أخرى، ويعكف رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي على إجراء اتصالات بمسؤولين أميركيين وزعماء سنة وأكراد. وقال مقرب منه انه مطلع على الجهد الأميركي في محاربة «داعش»، وأجرى سلسلة اتصالات مع رموز سياسية وعشائرية سنية، خلال الايام الماضية، ليؤكد لها استعداده لدعم تحرير المناطق التي سقطت في يد «داعش». وتدور في هذه الاثناء مواجهات دامية حول قرية «امرلي» التي تضم تركمان شيعة قدموا من قرى مجاورة واحتشدوا داخل القرية، وتؤكد الانباء ان الالاف من مسلحي «داعش» يطوقون البلدة، وسط مخاوف مجزرة كبيرة في حال نجح التنظيم في دخولها في دخولها.