حضور ذكرى توحيد وطننا الحبيب بقيادة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- يعني حضورًا مؤكدًا للفرح ولمشاعر الحب والولاء لهذا الوطن العظيم ولقائده الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وكذلك حضورًا مميزًا للشعر الذي واكب انتصارات المؤسس ووثقها منذ الخطوة الأولى التي خطاها في سبيل لم شتات هذا الوطن وبناء حضارته، ومن حسن الحظ أن التاريخ حفظ لنا العديد من الإبداعات الشعرية التي صاحبت انتصارات الملك عبدالعزيز وسجلت الفرحة الكبيرة بها، كقصيدة شاعر "نحمد الله جت على ما تمنا" الشاعر الكبير عبد الرحمن الصفيان رحمه الله التي أبدعها في الذكرى الأولى لتوحيد المملكة، ويقول في بعض أبياتها: يا المملكة فوزي عسى يومك سعيد الحمد للي زاد نورك ذا بنور يوم إن أبو تركي طلع شبحه بعيد تذكر الهدّات في هاك العصور من قام بالتوحيد حنا له عضيد ومن خالف المله نعشيه الطيور وحفظ لنا أيضًا تفاعل الشعراء مع كل انتصار أو إنجاز يحققه ملوك وأبناء المملكة العربية والسعودية، فمع كل مُناسبة سعيدة يشهدها وطننا الغالي كالمناسبة التي نحتفل بها اليوم بالذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد المملكة تستحضر ذاكرة الشعر أبرز ملامح وصفات القائد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله التي كان لها بالغ الأثر في قيام هذا الوطن الشامخ، وساهمت في تخليد ذكراه وحبه في عقول وقلوب كل السعوديين، فقد حرص الشعراء في كثير من القصائد التي يتغنون فيها بحب الوطن ويستعيدون ذكريات المؤسس على تصوير ملمح الإصرار الذي دفعه لبدء رحلته الطويلة والشاقة لتوحيد أرجاء الوطن بالقليل من الإمكانات والكثير من الطموح والعزم، يقول الشاعر ناصر الفايز رحمه الله: يا نجد ياما قد مضى لك من الدور بالعز وسنينٍ مضت لك مريفه مع حاكمٍ فعله مع الناس مشهور عبدالعزيز اللي علومه شريفه بالخوف من ربه من الظلم والجور له شيمةٍ عليا ونفسٍ عفيفه حرٍ شهر بالجو ما احتاج لسبور طلعه وهوماته بوادي حنيفه عاف الرقاد ولذته واعتلى الكور على ظهور مرامحات السفيفه واختار له في لازمه كل منعور أهل الشجاعة والنفوس الخفيفه وادرك مراده واصبح الضد مقهور ونال العلا والحكم بظلال سيفه وفي قصيدة أبدعها الشاعر عبدالله السلوم رحمه الله تعبيرًا عن فرحته بأحد أيام الوطن، يتحدث عن قصة التوحيد وعن كفاح بطل هذه القصة الخالدة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وسهره في سبيل تحقيق طموحه العظيم الذي دفع ثمنًا له عقودًا من عمره سعيًا لجمع قلوب الناس وتوحيد كلمتهم وتغيير مظاهر الفرقة التشرذم، يقول السلوم: قصة بطلها ما توقف ولا ارتاح حتى بنى مجد الجزيرة واشاده حرٍ يباريه السعد وين ما راح إن شاف طيرٍ يدرج الحوم صاده طمّاح للعليا والأمجاد طماح وإلى نوى نيّه قوي الإراده عن موقفه بالضيق ماهوب منزاح حتى تعود نار ضده رماده ياما سهر لين أبلج الصبح ينباح ما حط راسه فوق لين الوساده لو هو سمع في رغبته كل نصاح والله فلا رد الحكم واستعاده لكن جزم واختار له رَبع وسلاح ناس بهم عزمٍ وحزم وركاده الطموح وقوة الإرادة صفة من صفات رائعة كثيرة امتازت بها شخصية مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، ولعبت دورًا مؤثرًا في مسيرته الخالدة وفي مسيرة ملوكنا الكرام الذين تحققت في عهودهم الزاهرة الكثير من الإنجازات التي ما كان لها أن تتحقق –بعد توفيق الله- إلا بالعزيمة والإصرار، لذا لا يستغرب أن يستمر تغني الشعراء بها في مثل هذا اليوم التاريخي، وأن تتحرك مشاعرهم الصادقة بالدعاء بدوام الأمن والرخاء لهذا الوطن العظيم.