أرجع متخصص نفطي توازن أسعار الأسواق النفطية إلى عاملين مهمين وهما العوامل الجيوسياسية التي ظلت تهدد الإمدادات في السوق النفطية بالإضافة إلى انخفاض مستوى المخزون من المنتجات البترولية لا سيما وأن ذلك يتزامن مع استمرار عمليات الصيانة لحجم كبير من طاقة التكرير والتي تقدر ب 2.5 مليون برميل يومياً في آسيا خلال شهري مايو ويونيو من العام الجاري. وقال الدكتور محمد الشطي أسهم ذلك في أن يكون مستوى المخزون في البلدان الصناعية OECD منخفضاً بشكل طفيف مقارنة بالمتوسط للخمس سنوات الماضية 56.8 يوماً وهذا يقدم تفسيرات معقولة لتطورات السوق النفطية خلال النصف الاول من عام 2014 م، فقد ثبتت أسعار النفط الخام عند مستويات تفوق المئة دولار لنفط خام برنت عند 108 دولارات للبرميل، وجاءت المعطيات مقارنة بالنصف الأول من عام 2013، كما يلي: ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.05 مليون برميل يوميا، ليصل مستوى الطلب عند 90.2 مليون برميل يوميا، ومع احتساب مقدار الزيادة في الامدادات من خارج الاوبك والمكثفات من الاوبك 1.15 مليون برميل يومياً، فان الطلب على نفط الاوبك يبقى عند 29.15 مليون برميل، مقابل الانتاج الفعلي الذي تأرجح حول 29.8 مليون برميل يوميا وهو ما يعني البناء في المخزون. وبين أن هنالك عدداً من العوامل التي أسهمت ولازالت بشكل فعال في دعم التوازن في سوق النفط، أبرزها خفض في إنتاج منظمة الاوبك حيث انخفض من اجمالي 31.7 مليون برميل يومياً في شهر ابريل 2012 إلى 29.6 مليون برميل يومياً في شهر ابريل 2014، أي خفض فعلي مقداره 2.1 مليون برميل يوميا نتيجة تأثر الانتاج في ليبيا، وايران، وانغولا، ونيجيريا. وذكر أن دلالة هذه التحليلات تشير إلى حاجة الأسواق النفطية العالمية إلى إنتاج أكبر من دول الأوبك خلال النصف الثاني من عام 2014، وقد عبرت عن ذلك وكالة الطاقة الدولية وبعض وزراء الأوبك. وشدد على ضرورة التذكير بأن طاقة الإنتاج التي تمتلكها الأوبك حاليا مرتفعة نتيجة قيام بعض البلدان بخفض إنتاجها تماشياً مع ضعف الطلب وتأتي في مقدمتها السعودية والتي تقدر المصادر إنتاجها حاليا عند 9.6 ملايين برميل يوميا مقابل انتاجها في شهر سبتمبر 2013 عند 10.1 ملايين برميل يوميا، وهناك آفاق لارتفاع المعروض خلال الربع الثالث من عام 2014 وبالتالي الصورة الحالية تفرضها حالة السوق. وأضاف الشطي انطلاقاً من تقديرات إنتاج الأوبك التي كانت عند 29.6 مليون برميل يومياً خلال شهر ابريل، وتوقعات بانخفاض الانتاج خلال شهري مايو ويونيو مع دخول طاقة التكرير في مناحي العالمي في برامج الصيانة، وهناك من يعتقد أن الأوضاع ملائمة لقيام اعضاء الأوبك خلال اجتماعهم القادم برفع السقف الانتاجي للمنظمة.