قال مكتب الطوارئ في تشيلي لرويترز أمس الخميس إنه لا توجد تقارير عن سقوط ضحايا أو وقوع اضرار في أعقاب زلزال قوته 7.8 درجة أدى إلى إصدار تحذير من موجات مد. وضرب الزلزال شمال تشيلي يوم الأربعاء وهو ما أدى إلى اصدار تحذيرات من موجات مد وعمليات اجلاء بطول الساحل في تشيلي وفي بيرو المجاورة. والزلزال هو الأقوى بين هزات تابعة أعقبت زلزالا شدته 8.2 درجة تسبب في وفاة ستة أشخاص في المنطقة يوم الثلاثاء. وأجلي السكان من المدن الساحلية لكن التحذير من أمواج المد ألغي بعد ذلك في أغلب المناطق الساحلية. وكانت هزة ارتدادية بقوة 7,8 درجات قد وقعت ليلة الخميس في شمال تشيلي بعد 24 ساعة على زلزال بقوة 8,2 درجات مما ادى الى اطلاق انذار لفترة قصيرة بوقوع تسونامي في المنطقة، بحسب السلطات. واوضح وزير الداخلية رودريغو بينياليلو ان الهزة الارتدادية وقعت على بعد 20 كلم جنوب ايكويكي مما ادى الى اطلاق انذار جديد بوقوع تسونامي، لكن السلطات سرعان ما رفعته. كذلك رفعت البحرية في البيرو انذارا بوقوع تسونامي على سواحل البلد اطلقته بعد الزلزال في شمال تشيلي. وتم اجلاء سكان البلدات الساحلية في تشيلي ولا سيما اريكا وايكويكي وانتوفاغاستا، المناطق الاكثر تضررا جراء زلزال الثلاثاء واسفر عن ستة قتلى وبعض الاضرار المادية. وكانت رئيسة تشيلي ميشال باشليه ممن تعرض للهزة الارتدادية وذلك أثناء زيارتها لمصابي الهزة الأولى. ولم يلحق أي أذى بالرئيسة. وهرع سكان مدينتي اريكا وايكويكي الى الشوارع حين دوت صفارات الانذار وتوجهوا الى مناطق اكثر ارتفاعا، بحسب مشاهد عرضها التلفزيون التشيلي. امرأة تعاين بقايا بيتها الذي تحول إلى أنقاض في مدينة ليكويك (أ.ف.ب) وقال ريكاردو تورو مدير المكتب الوطني لحالات الطوارئ ان الامواج الاولى بلغت السواحل لكن السلطات التشيلية لم تعلن في الوقت الحاضر عن اي ضحايا او اضرار مادية جراء الزلزال الجديد. وصرحت باشليه الاربعاء ان "عملية الاجلاء كانت مثالية وتمت دون عراقيل مما سمح بحماية السكان". وبعد الزلزال العنيف الثلاثاء والانذار بوقوع تسونامي والذي استمر لمدة عشر ساعات، تم اجلاء 975 الف شخص من السكان من مساحة بطول اكثر من اربعة الاف كلم على الساحل. واعلنت السلطات سقوط ستة قتلى هم خمسة رجال وامراة في ايكويكي والتو اوسبيسيو (شمال). وبدا السكان بالعودة الى منازلهم الاربعاء لتقييم الاضرار عندما اطلق الانذار الجديد. واذا كانت السلطات لم تصدر حصيلة محددة بالاضرار، فان المكتب الوطني لحالات الطوارئ قدر ان 2500 منزل تعرضت لاضرار في التو اوسبيسيو الاكثر فقرا من ايكويكي. وفي ايكويكي انهارت اسقف منازل وتحطمت واجهات زجاجية وانقلبت رفوف متاجر ارضا لكن اي من المباني لم ينهار. واعلنت باشليه ان تامين الخدمات الاساسية اولوية مثل مياه الشرب والكهرباء واعادة فتح المتاجر التي تؤمن المواد الغذائية. وحمل انقطاع التيار الكهربائي والخوف من وقوع هزات ارتدادية السكان في اريكا (شمال) الى شراء بطاريات ومصابيح واغذية. وقالت كارلا فرنانديز الصيدلانية وهي تقف في طابور لشراء اغذية "لا كهرباء في المنزل وكنت اريد التوجه الى ايكويكي لكن ذلك ليس ممكنا لانهم علقوا الرحلات الجوية". واعادت محلات السوبرماركت فتح ابوابها طيلة بعد الظهر. وفي محطة الوقود في ايكويكي كان السكان يقومون بملىء صفائح بنزين حدد سعرها ب20 دولارا للشخص الواحد. وقال هورهي رييس المستشار لدى شركة اميركية للتنقيب في المناجم ويقيم في حي تشونغارا السكني في اريكا "نحن معتادون على الهزات ولدينا تدريب ولذلك لا نشعر بالهلع". ومع ان التسونامي الذي تلا زلزال الثلاثاء كان محدودا وتراوح علو الامواج بين متر ومترين، الا ان البحر توغل على عمق 200 متر في ايكويكي حيث تعرض 80 قاربا لاضرار او غرق في المرفا. واوضح ايدي فاراس احد الصيادين "ازاء هذه الكارثة لا يسعنا القيام بشيء، ونحن ننتظر الحصول على مساعدات لانتشال قواربنا". وتعتبر تشيلي من الدول الاكثر تعرضا للزلازل في العالم وهي تعتمد معايير صارمة في البناء وتخضع السكان بانتظام لتمارين على الاجلاء. وفي العام 2010، تعرضت البلاد لزلزال شديد بقوة 8,8 درجات اوقع اكثر من 500 قتيلا واضرارا ب30 مليار دولار. واعلنت شركة المناجم الحكومية كوديلكو اكبر منتجة للنحاس (وتحتل تشيلي المرتبة الاولى بين الدول المنتجة له) اول من اعلن اجلاء قسم من منشآتها الساحلية، بدون ان تتحدث عن اضرار.