واصلت فرق الانقاذ الاثنين البحث عن ناجين بعد زلزال تشيلي الذي اوقع 708 قتلى فيما اتضح حجم الخسائر في المناطق الساحلية حيث خلفت الامواج العاتية دمارا كبيرا وعددا من القتلى. وفرضت الحكومة التشيلية حظر تجول في المنطقتين الاكثر تضررا، منطقة مولي (وسط) وكونسيبسيون ثاني مدينة في البلاد وضواحيها حيث ظهرت مخاوف امنية وعمدت الشرطة الى اطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه لتفريق عصابات من السارقين. واعلنت رئيسة تشيلي ميشال باشليه انها تتوقع ارتفاع الحصيلة التي بلغت 708 قتلى فيما اقرت حكومتها بارتكابها خطأ حين لم تحذر التشيليين من مخاطر وقوع مد تسونامي اثر الزلزال الذي ضرب البلاد السبت وبلغت قوته 8,8 درجات. وافاد التلفزيون الرسمي انه تم العثور على اكثر من 300 جثة في قرية صيد الاسماك كونستيتوسيون وحدها رغم انه لم يتسن تأكيد هذه الحصيلة على الفور. وضربت امواج عاتية البلدات والقرى الواقعة على الساحل ما ادى الى غرق سكان وجرف منازل. وقال كارلوس بالما لوكالة فرانس برس اثناء محاولته انقاذ ما تبقى من ممتلكاته في بلدة بنكو على الساحل "ان الامواج جرفت كل شيء، وبلغ ارتفاعها حوالي ستة امتار". وبحسب ارقام رسمية من خبراء اميركيين في مركز التحذير من امواج تسونامي في المحيط الهادئ، فإن أعلى الامواج بلغ ارتفاعه 2,6 متر، لكن بغض النظر عن حجمها فإن الدمار في المناطق الساحلية كان واضحا. وضربت الامواج هذه البلدات بدون ان يتم اصدار انذار من حصول تسونامي ما ادى الى جرف السكان الى البحر. واقر وزير الدفاع التشيلي فرانشيسكو فيدال "لقد حصل خطأ" مضيفا "ارتكبت البحرية خطأ بعدم اصدار انذار من حصول امواج تسونامي". ودعت رئيسة بلدية مدينة كونسيبسيون الاكثر تضررا الى مساعدة ملحة فيما كان رجال الانقاذ يبحثون عن عشرات الاشخاص الذين يعتقد انهم عالقون تحت انقاض مبنى مؤلف من 15 شقة. كما استدعي الجيش لمساعدة الشرطة من اجل وقف اعمال النهب. وقالت جاكلين فان ريسلبرغ "نحن بحاجة لمواد غذائية، وليس لدينا إمدادات واذا لم يتم حل هذه المسألة فسنشهد مشاكل امنية خطيرة خلال الليل" محذرة من "توتر اجتماعي" خطير. وقالت باشليه التي ستسلم السلطة لخلفها سيباستيان بينيرا في 11 اذار/مارس إن سلاح الجو سيبدأ بإنزال مساعدات اولية الى المناطق المنكوبة. ويقدر بان حوالى مليوني تشيلي تضرروا من جراء زلزال السبت الذي يعتبر مع زلزال الاكوادور في العام 1906 سابع اقوى زلزال منذ بدء تسجيل قوة الزلازل. وادى الزلزال الذي يعتبر اسوأ كارثة تشهدها تشيلي منذ 50 عاما الى تصدع الطرقات السريعة والجسور. وقال مسؤولون ان 1,5 مليون منزل ومبنى دمرت او تضررت بشكل كبير. وسجلت هزة ارتدادية بقوة 6,2 درجات في وسط تشيلي مساء الاحد حسبما اعلن المعهد الاميركي للجيوفيزياء. واضاف المعهد ان مركز الهزة كان على عمق 35 كلم وعلى بعد 109 كلم شمال شرق مدينة تالكا. وهذه الهزة الارتدادية الثانية التي تقع في اليوم نفسه في تالكا. وسجلت عشرات الهزات الارتدادية بقوة تزيد عن 5 درجات منذ وقوع الزلزال. وكانت اقواها بعد اقل من ساعة على حصوله وبلغت 6,9 درجات. لكن ساد ارتياح في بعض دول المحيط الهادئ بعد الغاء عدة دول التحذيرات من وقوع تسونامي. واقر مسؤول ياباني الاثنين بان السلطات ربما بالغت عندما اطلقت الانذار الاقصى من وقوع تسونامي للمرة الاولى منذ 15 عاما وامرت باجلاء اكثر من نصف مليون شخص من سواحل المحيط الهادئ. وصرح ياسيو سيكيتا احد المسؤولين في وكالة الارصاد الجوية عن قسم الزلازال والتسونامي خلال مؤتمر صحافي ان "توقعات وكالة +الارصاد+ حول حجم التسونامي كان مبالغا بها. ارجو ان تتقبلوا اعتذاري على الانذار". واطلقت السلطات فجر الاحد انذارا "خطيرا" بوقوع تسونامي وهو الاعلى درجة في ثلاث مناطق في شمال اليابان تحسبا لمد بحري يمكن ان يصل الى ارتفاع ثلاثة امتار نتيجة الزلزال العنيف الذي ضرب تشيلي. وعلى صعيد المساعدات الدولية اعلنت الصين انها ستقدم هبة بقيمة مليون دولار للمساهمة في جهود الاغاثة في تشيلي كما افادت الحكومة الصينية. كما قرر الاتحاد الاوروبى تقديم مساعدات طارئة تبلغ قيمتها أكثر من أربعة ملايين دولار لمساعدة تشيلي على التعامل مع تداعيات الزلزال المدمر . وقالت كريستالينا جورجيفا المفوضية الاوروبية لشؤون المساعدات الانسانية في بيان لها "فى إطار تضامنا مع شعب تشيلي قررنا توفير 3 ملايين يورو (08ر4 ملايين دولار) فورية للمنظمات التي تعمل في تشيلي حتى يتمكنوا من مضاعفة جهودهم في الايام الاولى الاكثر صعوبة بعد الزلزال ".