لم يدر بخلد الطالبة الجامعية ضحى أن مجرد التفكير في كيفية استثمار ألعاب الأطفال المهملة والزائدة في بيت أهلها سيتحول إلى مشروع خيري يلفت رجال الأعمال وانتباه جمعية خيرية ليدخل البهجة على مئات الأطفال المحرومين من اللعب بمكةالمكرمة ويصبح أشبه ببذرة تسقى بمياه الأفكار الخلاقة في صورة ناصعة البياض لاستثمار عقول الطلاب وتثري ملكاتهم وتشغل فراغهم في مشاريع مجتمعية تفيض بالروعة. والد الطالبة جمال بنون أكد ان مبادرة "هيا.. نلعب سوا" انطلقت لجمع الألعاب الفائضة والجديدة وتوزيعها على الأطفال الأيتام والفقراء في عام 2011 بفكرة صغيرة من ضحى وتم تطوير الفكرة وبلورتها وتحويلها إلى ارض الواقع من قبل مركز smc للاستشارات والدراسات الإعلامية، بهدف غرس القيم الإنسانية والخيرية في أطفالنا الصغار بحب عمل الخير والمساهمة في مشاركة ألعابهم مع الأطفال الأيتام والفقراء، خاصة وان السعودية فيها اكبر نمو سكاني في العالم إذ يقدر عدد المواليد سنويا 250 ألف طفل، ما يعني أن السوق السعودي اكبر سوق استهلاكي للألعاب المتنوعة والمختلفة. وأضاف: "من خلال بحث ميداني للأعمال الخيرية التي تقدم لأطفالنا الأيتام والفقراء وجدنا أن هناك جوانب عديدة تغطيها الجمعيات الخيرية من ملابس واحتياجات مدرسية واهتمام ورعاية، ووجدنا من خلال البحث أن الألعاب الفائضة والصالحة للاستعمال غائبة تماما، وتذهب معظمها إلى النفايات ولا تستخدم مرة أخرى، فكانت الفكرة وهي كيف نستفيد من هذه الألعاب الفائضة ونوظفها في رفاهية الأطفال الأيتام وإدخال الفرح إلى نفوسهم، بحيث لا نقبل إلا الألعاب الجيدة والجديدة. منطلقين من الحديث النبوي الكريم" تهادوا تحابوا"". واضاف انطلقت المبادرة لأول مرة في عام 2011 في جدة وبالتعاون مع جمعية البر ومن خلال 3 مراكز تسوق وبمشاركة 50 متطوعا ومتطوعة في شهر رمضان المبارك ولمدة 11 يوما بمعدل 4 ساعات يوميا من العاشرة مساءً إلى الثانية فجراً، ويتم جمع الألعاب وإيصالها إلى مقر الجمعية، وتم في أول سنة جمع 2000 لعبة وزعت على الأطفال الأيتام والفقراء أول أيام العيد وليلة العيد بمشاركة المتطوعين ومسؤولين من الجمعية، وفي السنة الثانية نفذنا المبادرة بالتعاون مع جمعية أصدقاء المجتمع ونفذت في كل من مكةالمكرمةوجدة، من خلال 7 مراكز تسوق وبمشاركة 150 متطوعاً ومتطوعة، وتم جمع 15 ألف لعبة وزعت بالطريقة نفسها عن طريق الجمعية ومشاركة المتطوعين، وفي عام 2013 وسعت المبادرة مشاركتها لتشمل مدن سعودية أخرى لتعميم الفائدة والمشاركة، ولأول مرة نفذنا في خمس مدن سعودية هي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وجدة والظهران والأحساء تحت جمعيات مختلفة في كل مدينة، وتم بالفعل جمع 25 ألف لعبة وبمشاركة 250 متطوعاً ومتطوعة، وتم توزيعها من خلال هذه الجمعيات. علما أن مهمة المبادرة فقط هي جمع الألعاب وإيصالها الى مقر الجمعية وتوزيعها وفق قائمة الأطفال الأيتام والفقراء المسجلين لدى هذه الجمعيات، ولا تجمع أموال، بل الألعاب فقط.